الكذب، هذا المفهوم الذي يحمل في طياته معاني عميقة ومؤلمة، هو إخبار عن شيء بخلاف حقيقته، وبنية واضحة لإخفاء الواقع. إنه من أسوأ الذنوب وأخطر الآفات التي تواجه المجتمعات، وبالأخص في الدين الإسلامي. الكذب، كما يعلم الجميع، يقود إلى الفجور، والفجور يقود إلى النار. فعندما يكذب الإنسان، فإنه يعيش في حالة من الشك وعدم اليقين، مما يفقده ثقة الناس ومحبتهم. كما أن الكذب ينقص الإيمان ويزيد النفاق، ويجلب اللعنة والغضب من الله.
يأتي الكذب في أشكال متعددة، منها:
حبيبتي من تكون 2 الحلقة 287
قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (إنَّ كَذِبًا عَلَيَّ ليسَ كَكَذِبٍ علَى أَحَدٍ، مَن كَذَبَ عَلَيَّ مُتَعَمِّدًا، فَلْيَتَبَوَّأْ مَقْعَدَهُ مِنَ النَّارِ).
وعن عائشة -رضي الله عنها- قالت: (ما كان خُلُقٌ أَبْغَضَ إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- من الكذب، ولقد كان الرجل يُحَدِّثُ عند النبي بالكذبة، فما يَزَالُ في نفسه حتى يعلم أنه قد أحدث منها توبة).
قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (المسلِمُ أخو المسلِمِ، لا يَخونُه ولا يَكذِبُهُ ولا يَخذُلُه، كُلُّ المسلِمِ على المسلِمِ حَرامٌ؛ عِرضُهُ ومالُهُ ودَمُهُ).
كما قال: (إيَّاكُمْ والظَّنَّ، فإنَّ الظَّنَّ أكذَبُ الحَديثِ، ولا تَحَسَّسُوا، ولا تَجَسَّسُوا، ولا تَنَاجَشُوا، ولا تَحَاسَدُوا، ولا تَبَاغَضُوا، وكُونُوا عِبادَ اللهِ إخْوانًا).
الكذب لا يجلب فقط العذاب في الآخرة، بل له عواقب وخيمة في الدنيا أيضًا. فقد قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (كَفَى بالمَرْءِ كَذِبًا أن يُحَدِّثَ بكُلِّ ما سَمِعَ).
وفي حديث آخر، قال: (ثَلاثَةٌ لا يُكَلِّمُهُمُ اللَّهُ يَوْمَ القِيَامَةِ، ولا يَنْظُرُ إليهم ولا يُزَكِّيهِمْ ولَهُمْ عَذابٌ أَلِيمٌ…)، وذكر منهم: (المُنَفِّقُ سِلْعَتَهُ بالحَلِفِ الكاذبِ).
في النهاية، لنتذكر أن الله سبحانه وتعالى يحب الصادقين ويبغض الكاذبين. فلنحاول جميعًا أن نكون من الصادقين ونتجنب الكذب وأسبابه. لنستمد العون من الله في تحقيق هذا الهدف، ولنحاول أن نكون دائمًا صادقين في أقوالنا وأفعالنا.