الرقية الشرعية: تعريفها وأحكامها
التعريف بالرقية الشرعية
تُعتبر الرقية الشرعية من الوسائل المشروعة التي يلجأ إليها المسلم طلبًا للشفاء. حيث يُعرف الشيخ محمد ناصر الدين الألباني الرقية بأنها الأدعية التي تُقرأ من القرآن والسنة النبوية. كل ما يُستخدم في الرقية من كلمات غير مفهومة أو تحمل معاني شركية يُعتبر ممنوعًا. وقد أشار الألباني إلى بعض الممارسات الخاطئة مثل استخدام الخبز أو الماء المعبأ بكتابات غير شرعية، مؤكدًا أن هذه الأفعال من عمل الشيطان وأنها تخالف تعاليم الإسلام.
في المعنى الاصطلاحي، تُعرف الرقية بأنها العوذ التي تُستخدم لطلب الشفاء من الأمراض. فقد قال شمس الحق العظيم أبادي إن الرقية تعني ما يُقرأ من الأدعية للشفاء. كما أضاف شيخ الإسلام ابن تيمية أن الرقية تُعتبر نوعًا من الدعاء الذي يلجأ إليه المسلم في أوقات الحاجة.
شروط الرقية الشرعية
يشير الإمام السيوطي إلى أن العلماء قد أجمعوا على جواز الرقية بشرط توافر ثلاثة أمور:
- أن تكون بكلام الله وأسمائه وصفاته.
- أن تكون باللغة العربية مع فهم معناها.
- أن يُعتقد أن الرقية لا تؤثر بذاتها بل بتقدير الله.
وقد أوضح ابن حجر في "فتح الباري" أن هذه الشروط متفق عليها بين العلماء. كما أكد شيخ الإسلام ابن تيمية على جواز استخدام الرقية ما دامت خالية من الشرك.
النصوص القرآنية الدالة على أن القرآن شفاء
يقول الله تعالى: ﴿ وننـزل من القرآن ما هو شفاء ورحمة للمؤمنين ولا يزيد الظالمين إلا خسارا ﴾ (سورة الإسراء: 82).
كما جاء في سورة يونس: ﴿ يا أيها الناس قد جائتكم موعظة من ربكم وشفاء لما في الصدور ﴾ (سورة يونس: 57).
وفي سورة فصلت: ﴿ قل هو للذين آمنوا هدى وشفاء ﴾ (سورة فصلت: 44).
النصوص الحديثية الدالة على أن القرآن شفاء
عن عبد الله بن مسعود وعائشة رضي الله عنهما، قالوا: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أتى المريض دعا له.
وقد قال ابن قيم الجوزية في هذا السياق إن الرقية تتضمن التوسل إلى الله بكمال رحمته.
أقوال أهل العلم في التداوي بالرقية الشرعية
أكد الإمام النووي في شرحه أن الرقية مستحبّة للمصابين بجميع أنواع الأمراض.
كما قال ابن القيم إن القرآن هو الشفاء التام من جميع الأمراض.
في النهاية، الرقية الشرعية ليست مجرد كلمات تُقال، بل هي وسيلة تواصل مع الله، تستند إلى إيمان صادق واعتقاد قوي بقدرة الله على الشفاء.
معركة هير الحلقة 23