“جون أفريك”.. محمد السادس يعيد معركة أنبوب
في الوقت الذي مازالت تعاني فيه الدول الأوروبية من تبعيات أزمة الغاز الروسي على خلفية الحرب “الأوكرانية الروسية”، يتجدّد الحديث عن المنافسة الواقعة بين الجزائر والمغرب حول أنبوب الغاز لتلبية احتياجات أوروبا.
وفي تقرير لها بعنوان “ملك المغرب يطلق من جديد معركة الغاز مع الجزائر”، تحدّثت مجلّة “جون أفريك”، عن الأهمية التي يوليها ملك المغرب محمد السادس لمشروع خط الأنابيب بين المملكة ونيجيريا.
ولفتت المجلة، إلى أنّ العاهل المغربي، جدّد تأكيده بجعل هذا المشروع أولوية، وهو ما عدّته “جون أفريك” بمثابة رد من الرباط على المشروع المماثل الذي تنفذه الجزائر.
ورغم المساعي التي يبذلها محمد السادس في إطار الظفر بهذا المشروع الذي يُتوقّع أن يكلّف المغرب 25 مليار دولار، غير أنّه يواجه “منافسة شرسة من مشروع ضخم مماثل تقوده الجزائر مع نيجيريا والنيجر”، على حدّ تعبير المجلة.
وأشارت “جون أفريك” إلى المزايا والعيوب التي يتحلّى بها كلا المشروعين، مبرزة أنّ أنبوب الغاز الذي يمتد من جنوب نيجيريا نحو الجزائر، مروراً بالنيجر يغطي مسافة 4100 كلم وبالتالي فإنّه يشكّل مسافة أقلّ وتبلغ تكلفته أيضا 13 مليار دولار وهي تكلفة منخفضة مقارنة بتكلفة أنبوب المغرب.
وبالنسبة لأنبوب الغاز الرابط بين المغرب ونيجيريا، فإنّه يغطي مسافة 5660 كلم ويُتوقّع أن تبلغ تكلفته 25 مليار دولار.
وحسب ما كشفت المجلة، فإنّه يتوقّع أيضا أن يبدأ تشغيل خط الأنابيب الجزائري في سنة 2027، بينما يُتوقع تشغيل الخط المغربي سنة 2046.
ويذكر أنّه جرى التوقيع على مذكرة التفاهم بين الجزائر ونيجيريا حول إنجاز خط الأنابيب العابر للصحراء السنة الماضية، علما انّ المشروع يعود في أساسه إلى سنة 2002.
إعلان حقيقي أم إعلان نوايا؟
تطرّقت مجلة “جون أفريك” إلى خطاب العاهل المغربي الأخير، بحيث اقترح إحداث إطار مؤسسي بين المغرب و23 دولة إفريقية مرتبطة بالمحيط الأطلسي، من بينها نيجيريا.
وينطلق ذلك، وفق ما قال محمد السادس من رغبته في “أن يصبح ساحل المحيط الأطلسي قطبا للتكامل الاقتصادي، ومركزا للنفوذ القاري والدولي”، مقترحا النظر في إنشاء بحرية تجارية وطنية للسماح بالاتصال السلس بين مختلف المعنيين.
في هذا الإطار، تساءلت المجلة عما إذا كان إعلان الملك المغربي، هو إعلان حقيقي أم إعلان نوايا، لافتة إلى أنّ محمد السادس “أخذ زمام المبادرة لإنشاء إطار مؤسسي يجمع الدول الإفريقية الأطلسية الـ 23، وسيكون أحد أهدافه، من بين أمور أخرى، تمويل هذا المشروع الاستراتيجي بقدر ما هو مكلف”.