-

يكلف خسائر بالملايين.. التبذير في رمضان سلوك

(اخر تعديل 2024-09-09 15:34:55 )

يعرف شهر رمضان المبارك بتنوع الطعام وامتلاء مائدة الإفطار بمختلف الأطباق الشهية، لكنه يتصادم مع مشكل التبذير الذي ينتشر بكثرة خلال هذه الفترة.

وأصبح هذا السلوك ظاهرة متكررة في كل شهر رمضان، ما ينعكس سلبا على على المجتمع اقتصاديا واجتماعيا.

سلوك لا يمثل القيم الاجتماعية الجزائرية

وفي تصريح لموقع ” أوراس” قال الدكتور في علم الاجتماع العائلي والعمل الاجتماعي بمخبر الأسرة بجامعة الجزائر 2 بالعاصمة، خير الدين زيان، إن أول شي يدفع الأسرة الجزائرية للاستهلاك أكثر من المعتاد هو اللهفة وحب التذوق خلال رمضان، بالرغم من عدم توافق ذلك مع النمط الغذائي لدى العائلات الجزائرية المتعلق بتقاليد كل منطقة.

وأشار زيان إلى أننا أصبحنا نجد في الشارع مواد غذائية وأطعمة مرمية في المهملات في الشوارع ما يدل على أن التبذير في رمضان سلوك استهلاكي غير سليم.

وأكد الأخصائي العائلي أن التبذير سلوك غير مرتبط بالقيم الدينية والقيم الاجتماعية الجزائرية التي تولي أهمية للمحافظة على الطعام، مشيرا إلى ابتداع عادات لا علاقة لها بالأعراف الاجتماعية كتقليد الصور المنتشرة على مواقع التواصل الاجتماعي ساهم في انتشار هذا السلوك.

التبذير يزيد من المصاريف

ويؤثر سلوك التبذير على عدة جوانب من الحياة بالرغم من تهاون البعض في تفادي الاقتناء المبالغ فيه من المواد الغذائية وتحضير الأطعمة بما يفوق احتياجات الأسرة.

وفي هذا الشأن، ذكر الدكتور خير الدين زيان أن التبذير يؤثر سلبا على السلوك الاستهلاكي، إلى جانب تشويه المنظر في الشوارع ودفع مصاريف مالية غير ضرورية والابتعاد عن القيم الدينية والاجتماعية والأخلاقية السليمة، بالإضافة إلى الانعكاسات السلبية على صحة الفرد.

ولمواجهة التبذير، اقترح الأخصائي العائلي العودة إلى النظام الغذائي الجزائري حيث يأكل الفرد ما يحتاج فقط، مشددا على ضرورة الحوار الأسري وتحكم الزوج والزوجة في الاحتياجات الغذائية للأسرة وتوعوية أفراد العائلة، والاستدلال كذلك بما يقدمه أخصائيو التغذية من معلومات حول أضرار الإكثار من تناول الأطعمة بشكل عشوائي في شهر رمضان الكريم.

إطلاق حملة وطنية ضد التبذير

وأطلقت وزارة التجارة وترقية الصادرات في الجزائر حملة وطنية للحد من التبذير الغذائي تحت عنوان “لنتجند جميعا من أجل محاربة التبذير والاقتصاد في الاستهلاك”، قبل شهر رمضان الكريم.

وتهدف هذه الحملة التحسيسية إلى مكافحة سلوك التبذير المنتشر خلال الشهر الفضيل وتوجيه الثقافة الاستهلاكية للمواطن الجزائري.

ويكلف تبذير الأطعمة أموالا طائلة للدولة تقدر بملايين الدولارات سنويا، حيث يكلف التبذير في مادة الخبز وحدها 320 مليون دولار كل سنة حسب الإحصائيات الرسمية، والتي تشير إلى أن الجزائريين يبذرون 100 مليون خبزة في شهر رمضان وحوالي 900 مليون خبزة خلال السنة.

وتسعى الحملات التحسيسية والتوعوية إلى التذكير بضرورة الابتعاد عن الإسراف والتبذير وما ينتج عن ذلك من أضرار على الفرد والمجتمع، واختيار الاقتصاد في استهلاك المواد الغذائية لربح صحة جيدة والتقليل من المصاريف.