التغيرات الدولية ودعم ترامب للمغرب

تحولات الوضع الدولي بعد دعم ترامب للمغرب

في الآونة الأخيرة، شهدنا تغيرات ملحوظة في الساحة الدولية، حيث أشار المحلل السياسي والخبير في القانون الدولي، إسماعيل خلف الله، إلى أن الوضع قد تطور بشكل ملحوظ بعد أن نشر الرئيس الأمريكي السابق، دونالد ترامب، منشوراً على منصة "إكس". في هذا المنشور، أعرب ترامب عن دعمه للاحتلال المغربي للصحراء الغربية، مما أثار العديد من التساؤلات حول الأبعاد السياسية لهذا الإعلان.

أهداف الدعم الأمريكي للمغرب

وفقاً لخلف الله، كان الهدف من هذا الدعم هو دفع المغرب نحو تطبيع العلاقات مع الكيان الصهيوني، وهو ما تحقق بالفعل من خلال اتفاق "أبراهام". وقد أوضح خلف الله في حديثه لبرنامج "ضيف الدولية" عبر إذاعة الجزائر الدولية أن ترامب لم يكن يسعى بشكل فعلي للاعتراف الرسمي بالاحتلال المغربي، بل كان يسعى لتحقيق أهداف سياسية معينة.

منشور ترامب وتأثيراته

في منشوره، قال ترامب: "لقد وقعت اليوم إعلانا يعترف بالسيادة المغربية على الصحراء الغربية"، مشيراً إلى أن "اقتراح المغرب الجاد والواقعي للحكم الذاتي هو الأساس الوحيد لحل عادل ودائم لتحقيق السلام الدائم والازدهار". هذا التصريح، الذي جاء في نهاية ولايته، أثار حفيظة العديد من الدول والمحللين.

التحديات بعد عودة ترامب

بعد عودة ترامب إلى البيت الأبيض، بدأ يتزايد القلق حول ما إذا كان سيواصل دعم القرار الذي اتخذه في الأسابيع الأخيرة من ولايته، أو ما إذا كانت أي خطوات مستقبلية ستظل مرتبطة بالتطورات في الشرق الأوسط، خاصة في ظل الحرب المستمرة في غزة. ومع ذلك، أشار خلف الله إلى أن الظروف الراهنة قد أوقفت هذا المسار، خاصة بعد الانتصارات القانونية والدبلوماسية التي حققتها القضية الصحراوية.
رحلة العمر الحلقة 19

الانتصارات القانونية للقضية الصحراوية

من بين تلك الانتصارات، قرار محكمة العدل الأوروبية بوقف الاتفاقات التجارية بين المغرب والاتحاد الأوروبي، والذي جاء بعد رفض المحكمة لطعون مجلس ومفوضية الاتحاد الأوروبي بشأن الصحراء الغربية. وقد أكدت المحكمة أن هذه الاتفاقية تنتهك حقوق الأفراد في الصحراء الغربية وحقوق جبهة البوليساريو، التي تعتبرها أوروبا ممثلة للشعب الصحراوي.

وعي المجتمع الدولي بقضية الصحراء الغربية

في هذا السياق، أكد ممثل جبهة البوليساريو في المحكمة الأوروبية أن القرار يمثل انتصاراً عظيماً للقضية الصحراوية، مشيراً إلى أن المجتمع الدولي أصبح أكثر وعياً بأهمية دعم حق تقرير المصير للشعب الصحراوي. وهذا يعكس الضغوط المتزايدة على المغرب، مما يحد من قدرته على مواصلة سياساته تجاه حقوق الشعب الصحراوي.

القضية الفلسطينية وآثارها على السياسة الأمريكية

وبخصوص القضية الفلسطينية، أشار خلف الله إلى أن ترامب سعى أيضاً لتطبيق "صفقة القرن"، التي كانت تهدف إلى تحقيق سلام مزعوم في الشرق الأوسط، ولكن الظروف الحالية جعلت هذه الصفقة غير قابلة للتنفيذ، خاصة مع تصاعد الإجراءات "الصهيونية" المتطرفة.

الانتخابات الأمريكية ودور ترامب

كما تطرق خلف الله إلى الانتخابات الأمريكية، حيث لاحظ كيف نجح ترامب في جذب أصوات المسلمين والعرب في الولايات المتحدة بسبب مواقفه المؤيدة لقضايا الشرق الأوسط. وبخلاف منافسته كمالا هاريس، لم تحظَ هاريس بدعم واسع من هذه الشريحة، مما أثر على النتائج النهائية للانتخابات.

الخاتمة: مستقبل السياسة الأمريكية

في ختام حديثه، أشار المحلل السياسي إلى أن عودة ترامب قد تؤدي إلى تغييرات ملحوظة في السياسة الأمريكية تجاه قضايا المنطقة. وأكد على ضرورة متابعة التطورات بحذر في ظل التغيرات الإقليمية والدولية المتسارعة. ومن الجدير بالذكر أن ترامب قد فاز بعهدة رئاسية ثانية غير متتالية، ليصبح بذلك الرئيس 47 للولايات المتحدة الأمريكية.