تحولات ديموغرافية مهمة في المغرب 2024
في تحليل شامل للنتائج التي أظهرتها الإحصاءات المغربية في سبتمبر 2024، قدم المندوب السامي للتخطيط، شكيب بنموسى، مجموعة من التحولات الديموغرافية البارزة التي تثير القلق، وأبرزها انخفاض نسبة الخصوبة وزيادة نسبة الشيخوخة في المجتمع المغربي.
انخفاض الخصوبة في المغرب
خلال ندوة صحفية، استعرض بنموسى تراجع معدل الخصوبة بشكل ملحوظ، مشيرًا إلى أن متوسط عدد الأطفال لكل امرأة مغربية قد انخفض إلى 1.97 طفل، وهو ما يقل عن عتبة تعويض الأجيال، التي تقدر بـ 2.1 طفل لكل امرأة. هذا التراجع من 2.2 طفل لكل امرأة كما كانت عليه البيانات في إحصاء 2014، يعكس تغييرات في السلوك الإنجابي للسكان.
أوضح بنموسى أن هذا الانخفاض قد يؤدي إلى تحديات كبيرة في المستقبل، لاسيما فيما يتعلق بتوفير الرعاية لكبار السن ودعم النمو الاقتصادي. كما أشار إلى أن هناك دراسات مستقبلية ستساعد في فهم التوقعات الديموغرافية بشكل أفضل.
الشيخوخة تهدد الهرم السكاني
أكد بنموسى أيضًا أن الهرم السكاني في المغرب شهد تغيرات جذرية، حيث انخفضت نسبة الأطفال دون 15 عامًا والسكان النشطين اقتصاديًا، بينما زادت نسبة الأشخاص الذين تجاوزوا 60 عامًا. هذه التحولات تمثل تحديات اجتماعية واقتصادية هامة تحتاج إلى التعامل معها بجدية.
وأشار إلى أن معدل النمو السكاني في المغرب تباطأ ليصل إلى 0.85% فقط، مما يعني أن الوصول إلى 40 مليون نسمة لن يتحقق قبل عام 2048 أو 2050. وبحسب إحصاء 2024، فإن عدد السكان بلغ 36.8 مليون نسمة، وهو ما يمثل زيادة قدرها 2.98 مليون نسمة أو 8.8% مقارنة بإحصاء 2014، ومع ذلك، فإن هذا المعدل لا يزال أقل من التوقعات.
زيادة الأسر التي ترأسها النساء
بينما تواصل المغرب مواجهة هذه التحديات، أظهرت البيانات أيضًا أن نسبة التمدن قد ارتفعت من 51.4% في التسعينيات إلى 62.8% في عام 2024. كما ارتفعت نسبة الأسر التي ترأسها نساء إلى 19% على المستوى الوطني و22% في المناطق الحضرية.
ومع ذلك، شهد معدل البطالة زيادة ملحوظة ليصل إلى 21.3%، متجاوزًا معدل 13.6% الذي أظهرته أحدث البيانات من المندوبية السامية للتخطيط، مما يعكس تفاوتات كبيرة بين مختلف الجهات ويضيف عبئًا إضافيًا على الاقتصاد الوطني.
هذه المعلومات الجديدة أثارت قلق الكثير من المدونين، حيث أعرب يونس مسكين، رئيس تحرير موقع "صوت المغرب"، عن صدمته من الأرقام الجديدة، مشيرًا إلى أن معدل الخصوبة المنخفض قد يضع المغرب في خانة الشعوب السائرة نحو الانقراض، بالإضافة إلى استمرار معاناة ربع السكان من الأمية بعد سبعين عامًا من الاستقلال.
كما تساءلت صفحات اجتماعية عن الأسباب وراء هذا التراجع، مشيرة إلى التغيرات في نمط الحياة وارتفاع تكاليف المعيشة. من جهة أخرى، أشار بعض الأفراد إلى أن ارتفاع تكلفة تربية الأطفال قد يكون من أسباب تراجع الخصوبة، محذرين من العواقب المحتملة على سوق العمل ونظام الحماية الاجتماعية.
العبقري مدبلج الحلقة 66
تتطلب هذه المعطيات الجديدة منا جميعًا التفكير بعمق في مستقبل التوازن الديموغرافي في المملكة، حيث يبدو أن هناك حاجة ملحة لوضع استراتيجيات فعالة للتعامل مع هذه التحديات.