-

المجر تدعم مبادرة الجزائر لحل أزمة النيجر

(اخر تعديل 2024-09-09 15:34:55 )

أجرى وزير الشؤون الخارجية والجالية الوطنية بالخارج، أحمد عطاف، مساء اليوم الجمعة، ببودابست، محادثات ثنائية مع نظيره المجري، بيتر سيارتو، تلتها جلسة عمل موسعة بمشاركة وفدي البلدين، حسب ما أفاد به بيان لذات الوزارة.

وتركزت المحادثات حول سبل إضفاء ديناميكية جديدة على علاقات التعاون والصداقة بين البلدين، إلى جانب القضايا الدولية والإقليمية التي تقع في صلب اهتمامات سياستيهما الخارجية، كما جاء في البيان.

في السياق ذاته، أكد عطاف أن زيارته تهدف أساسا إلى “تأكيد التزام الجزائر بتوطيد العلاقات التي تربطها بالمجر والعمل على توفير عوامل وظروف نمو وتطور هذه العلاقات”.

توافق الرؤى

على صعيد الأوضاع الاقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك، أطلع رئيس الدبلوماسية الجزائرية نظيره المجري على الجهود التي تبذلها الجزائر للمساهمة في تهدئة الأوضاع وتغليب منطق الحوار والتفاوض لتشجيع الحلول السلمية للأزمات، لاسيما في كل من النيجر ومالي وليبيا.

كما أكد أنه تم التطرق إلى قضية الصحراء الغربية وضرورة دعم الجهود التي تبذلها الأمم المتحدة عبر المبعوث الشخصي للأمين العام، السيد ستافان دي ميستورا، لإحياء المسار السياسي بغية تمكين طرفي النزاع من الوصول إلى حل عادل ودائم يضمن حق الشعب الصحراوي في تقرير مصيره، طبقاً لما كرسته الشرعية الدولية.

ومن جانبه، أكد رئيس الدبلوماسية المجرية أن بلاده تدعم بقوة جهود الجزائر ومبادرتها الرامية لحل الأزمة في النيجر واستعادة النظام الدستوري في هذا البلد، كما أشار الى أهمية البعد الإقليمي لمبادرة الرئيس عبد المجيد تبون من حيث أنها تسلط الضوء على ضرورة معالجة اشكالية التنمية الاقتصادية في الساحل.

زيارة رئيسة المجر

ومن جانب آخر، أكد الوزير أحمد عطاف على أهمية الزيارة التي ستقوم بها رئيسة المجر، السيدة كاتالين نوفاك، إلى الجزائر مستقبلاً، بدعوة من الرئيس عبد المجيد تبون، وشدد على ضرورة التحضير الأمثل لهذا الاستحقاق الهام بغية الوصول إلى مخرجات ونتائج نوعية تدشن عهداً جديداً في تاريخ العلاقات الجزائرية-المجرية.

وفي كلمته أمام الصحافة في ختام المشاورات، ذكر عطاف بـ”عمق علاقات الصداقة والتعاون بين البلدين التي تمتد جذورها إلى أيام الثورة التحريرية المجيدة وما لاقته من تضامن ودعم كبيرين من قبل دولة وشعب المجر”.

من جانبه، أشاد وزير خارجية المجر بما يجمع البلدين من “عديد القواسم المشتركة، على غرار حبهما للسلام والحرية وتمسكهما بسيادتهما واستقلالية سياستيهما الخارجية”.

تعزيز التعاون

وفيما يخص نتائج المشاورات التي جمعته مع نظيره المجري، أكد عطاف أنه “تم التوافق حول جملة من الخطوات العملية التي من شأنها تكثيف التواصل على مختلف المستويات الرسمية وبين أوساط رجال الأعمال وكذا تنشيط مختلف آليات التعاون الثنائي والعمل على الرفع من قيمة المبادلات التجارية والاستثمارات البينية”.

وأشار إلى أن هناك “مشاريع عديدة بين البلدين، منها ما هو في طور الإنجاز ومنها ما هو قيد الدراسة، وذلك في مجالات هامة على غرار الطاقات التقليدية والطاقات المتجددة والتكوين والتعاون الأمني والزراعة والصيد البحري والنقل الجوي”.

كما أكد الوزير المجري أن بلاده “ترغب في استيراد الغاز الجزائري، وذلك ضمن استراتيجيتها الهادفة لتنويع مصادر تمويلها”.

التعاون مع “فيسيغراد”

أكد أحمد عطاف أنه طلب من زميله المجري تسهيل حضور الجزائر لاجتماع من اجتماعات مجموعة “فيسيغراد” لاطلاعها على الأوضاع في منطقة الساحل وعلى مساعيها الرامية لنشر الأمن والاستقرار والتنمية والرفاه في هذا الفضاء الاقليمي. تجمع “فيسيغراد” يضم أربعة دول من وسط أوروبا وهي التشيك، المجر، بولندا وسلوفاكيا.

كما أعرب عطاف عن “تأسفه لحالة الانسداد والجمود التي آلت إليها علاقات الشراكة بين الجزائر والاتحاد الأوروبي في المرحلة الراهنة، آملاً أن يكون للمجر دور وإسهام في تجاوز هذه الوضعية المضرة بالمصالح الرئيسية للطرفين، لا سيما وأن المجر ستتولى الرئاسة الدورية للاتحاد الأوروبي خلال السداسي الثاني من العام المقبل”.