-

كيف تتعامل مع ذكاء طفلك المتفوق؟

(اخر تعديل 2024-09-22 20:52:00 )

فهم ذكاء الطفل المتفوق: رحلة الأهل نحو التوجيه الصحيح

عندما ينظر الأهل إلى تصرفات أبنائهم، قد يكتشفون بعض الصفات الفريدة التي تثير تساؤلاتهم. هل هي مجرد تصرفات عابرة، أم أن هناك شيئًا أعمق؟ يواجه العديد من الأمهات والآباء حيرة كبيرة عندما يبدأ طفلهم في طرح أسئلة غير تقليدية. يعبر البعض عن قلقهم، معتبرين أن هذه الأسئلة تفوق سنّهم، دون أن يدركوا بأن الأطفال الأذكياء يحتاجون إلى توجيه ذكائهم نحو التعليم المناسب، وليس إلى التعامل معهم بطريقة غير صحيحة.

مؤشرات تدل على وجود طفل ذكي

أجرى علماء نفسيون ألمان أبحاثًا تشير إلى وجود علامات يجب على الوالدين الانتباه إليها. إذا ظهرت هذه العلامات على الطفل، فقد يكون لديهم طفل ذو ذكاء فائق، ويجب دعم هذا الذكاء بطرق صحيحة. ومن أهم تلك المؤشرات:

  • إصرار الطفل على الإجابة عن كل سؤال، ورغبته في الرد قبل أن يتح للآخرين الفرصة.
  • تمرد الطفل ورفضه للقيود والقوانين التي يجب اتباعها في المدرسة أو في المنزل.
  • حساسية الطفل الزائدة تجاه الملاحظات، ورغبته في فرض شخصيته واستقلاليته حتى في أوقات التوتر.
  • بحث الطفل عن مصادر تعلم إضافية في المنزل، مثل قراءة الكتب أو قضاء وقت طويل أمام الكمبيوتر للعثور على إجابات لأسئلته.

التأثيرات السلبية للإهمال

تعتبر هذه التصرفات بمثابة إشارات تنبيه من الطفل إلى والديه أو محيطه الاجتماعي. إذا لم يتنبه أحد لمشاعر الطفل، يمكن أن يتحول الملل إلى إحباط وعزلة، مما يجعله يشعر بأنه مختلف عن أقرانه. فهو لا يدرك تمامًا قدراته الذهنية، مما قد يؤدي به إلى حالة من الاغتراب.

يشرح العلماء الألمان أن الملل قد يبدأ منذ الصف الأول، حيث تتبع المدارس أساليب تدريس تقليدية تناسب الأطفال العاديين. بالنسبة للطفل المتفوق، قد تكون هذه الطرق مملة، لأنه يفكر بشكل شامل ولا يتقبل التكرار. لذا، من الضروري أن يتدخل الأهل ويطلبوا تقييم ذكاء طفلهم للتحقق من قدراته.

كيفية دعم الطفل الذكي

تحتاج الأمهات والآباء إلى التعامل بحذر مع أطفالهم الأذكياء، مع مراعاة قدراتهم. من النصائح المفيدة التي يمكن اتباعها:

  • الإجابة على جميع أسئلة الطفل بصدق، مع مراعاة عمره وتقديم المعلومات بطريقة بسيطة. يجب تجنب الردود السطحية، لأن الطفل لن يقبل بها.
  • تشجيع حب القراءة والكتابة، من خلال توفير مجموعة متنوعة من الكتب التي تتناسب مع اهتمامات الطفل.
  • عدم معاقبة الطفل عندما يتحدث مع الكبار، بل تعليمه كيفية التحدث بأدب ومتى يكون الوقت مناسبًا لطرح الأسئلة.
  • تشجيع المواهب الخاصة التي يمتلكها الطفل في الفنون أو الرياضة من خلال توفير الأدوات والموارد اللازمة.
  • تقديم الكتب والألعاب التي تساعد في تنمية ذاكرته البصرية.

عند شعور الطفل بالملل بسبب محيطه، قد يبدأ في مقاومة الذهاب إلى المدرسة، خاصة إذا كان المعلمون غير مدركين لذكائه. في هذه الحالة، يجب على الأهل أن يكونوا داعمين وأن يعملوا مع المدرسة لتطوير قدراته.

المحافظة على التفوق الدراسي

ليس من الضروري أن يكون كل الأطفال الأذكياء ناجحين في دراستهم. بل أحيانًا يحتاجون إلى رعاية خاصة لمنع الذكاء من أن يتحول إلى سبب للعزلة أو الفشل. يلعب الوالدان والمدرسة دورًا حيويًا في تنمية هذه القدرات، مما قد يؤدي إلى ظهور عبقرية الطفل في المستقبل.

وفقًا لمقياس ويشسلر لقياس الذكاء للأطفال، فإن متوسط ذكاء الأطفال العاديين هو 100، بينما يمكن أن يصل الذكاء الفائق إلى 180. لكن من المثير للاهتمام، أن هناك طفل واحد فقط من بين مليون طفل يمتلك هذه القدرة.
مجمع 75 الحلقة 157