-

الحبس المنزلي في القدس وتأثيراته

(اخر تعديل 2024-11-17 10:38:32 )

تشير التقارير إلى أن سلطات الاحتلال الإسرائيلي تعتمد على "الحبس المنزلي" كوسيلة للضغط على الأسر المقدسية، حيث يُعتبر هذا الإجراء وسيلة لمعاقبة الأطفال الفلسطينيين وفرض قيود صارمة على حريتهم. يهدف الحبس المنزلي إلى إرباك العائلات وتحميلها المسؤولية عن أي خرق لهذا النظام، مما يجعله شكلًا من أشكال الإقامة الجبرية التي لا تقتصر على الأطفال فحسب، بل تشمل أيضًا ذويهم، مما يزيد من الضغط النفسي والاجتماعي على تلك الأسر.

ما هو الحبس المنزلي؟

الحبس المنزلي هو إجراء قانوني تفرضه المحاكم الإسرائيلية، يُلزم الأطفال بالبقاء داخل منازلهم أو لدى أقارب لهم لمدة محددة. يمثل هذا الإجراء انتهاكًا صارخًا لحقوق الأطفال، حيث يمكن أن تمتد فترة الحبس بناءً على قرارات المحكمة، مع وجود عقوبات تشدد على أي خرق لهذا القرار. يتم أحيانًا استخدام أجهزة تتبع GPS لمراقبة تحركات المحبوسين، مما يضيف عبئًا إضافيًا على الأسر، حيث يشعر الأهل وكأنهم سجانون لأبنائهم.

أنواع الحبس المنزلي في القدس

يمكن تصنيف الحبس المنزلي إلى نوعين رئيسيين:

1. حبس منزلي مطلق

في هذا النوع، يُلزم الطفل بالبقاء في منزله دون السماح له بالخروج خلال فترة محددة.

2. حبس عند الأقارب

يتطلب هذا النوع من الحبس أن يقضي الطفل فترة الحبس في منزل أحد الأقارب، مما يزيد من تفكك الأسرة ويزيد من القلق.

الآثار السلبية للحبس المنزلي

الآثار النفسية للحبس المنزلي لا تقتصر على الطفل وحده، بل تمتد لتشمل الأسرة بأكملها. يعاني الأطفال من شعور دائم بأن عائلاتهم هم من يحتجزهم، مما يحول المنزل، الذي ينبغي أن يكون ملاذًا آمنًا، إلى مكان مغلق. كما يُحرم الأطفال من حقهم في التعليم ويواجهون ضغوطًا نفسية هائلة، مما يضطرهم لمراقبة كل تحركاتهم وسلوكياتهم. في بعض الحالات، يفضل الأطفال البقاء في السجون الإسرائيلية على تحمل تبعات الحبس المنزلي، لما يسببه من توتر داخل العائلة وتدهور في العلاقات الأسرية.

الهدف من سياسة الحبس المنزلي

تستخدم سلطات الاحتلال الحبس المنزلي كبديل عن السجن، خاصةً للأطفال دون سن 14 عامًا، لتفادي الانتقادات الدولية وادعاء أنها تحمي حقوق الأطفال. إلا أن الهدف الحقيقي هو إذلال العائلات الفلسطينية والتنكيل بأطفالهم في إطار سياسة القمع الجماعي.

التناقض مع القوانين الدولية

ينص القانون الدولي على حماية حقوق الأطفال وكرامتهم، ويحظر أي شكل من أشكال التعذيب أو العقوبات القاسية. ومع ذلك، تتعارض سياسة الحبس المنزلي مع هذه المبادئ، حيث يصبح الاعتقال الخيار الأول، ويُجبر الأطفال على الاستجواب دون وجود محامي أو شخص بالغ من ذويهم.

استهداف الأطفال المقدسيين

تستهدف سلطات الاحتلال الأطفال المقدسيين، وخاصةً من هم دون سن 14 عامًا، حيث إن القانون الإسرائيلي لا يسمح بسجنهم فعليًا. يُجبر هؤلاء الأطفال على البقاء في الحبس المنزلي حتى انتهاء محاكماتهم، التي قد تستمر لسنوات. وفي كثير من الأحيان، يُحرم الأطفال المحبوسون منزليًا من الذهاب إلى المدرسة أو العيادة إلا برفقة كفيل، ويعانون من أنواع متعددة من التعذيب والاستجواب خلال فترة الاعتقال.

إحصاءات حول الحبس المنزلي في القدس

أفادت لجنة أهالي أسرى القدس بأن سلطات الاحتلال أصدرت نحو 2200 قرار بالحبس المنزلي منذ يناير 2018 وحتى مارس 2022، بينهم 114 طفلاً تقل أعمارهم عن 12 عامًا. كما أشارت هيئة شؤون الأسرى والمحررين إلى تسجيل أكثر من 600 حالة حبس منزلي في عام 2022 وحده. ورغم انخفاض عدد قرارات الحبس المنزلي المفتوح خلال عامي 2021 و2022، لا تزال العقوبات مشددة، حيث زادت صلاحيات الشرطة والمحاكم الإسرائيلية في اعتقال الأطفال، خاصةً المتهمين برشق القوات بالحجارة.
البراعم الحمراء مترجم الحلقة 27