إن الأم والأب، أو بشكل أدق، الوالدين، يمثلان أعظم النعم التي أنعم بها الله سبحانه وتعالى على الإنسان. إنهما من يستحقان منا كل الاحترام والبر والإحسان. فقد جاء الإسلام ليؤكد على أهمية بر الوالدين، حيث جعل ذلك من أفضل الأعمال التي يتقرب بها العبد إلى الله. فالوالدين هما سبب وجودنا، وهما من بذلا كل جهد في تربيتنا وتعليمنا، بل ويستمرون في تقديم الدعم لنا في مختلف مراحل حياتنا.
وتبقى ليلة الحلقة 33
إن الوالدين هما من يحبوننا بلا حدود، ودون أي شروط. يضحيان بكل شيء من أجل راحتنا وسعادتنا، فهما يقدمان لنا أرواحهم وأموالهم، ويدعوان لنا دائمًا بالخير والمغفرة. إنهما يسامحاننا على أخطائنا، ويستحقان منا كل تقدير وعرفان بالجميل. فليس من السهل أن ننسى تلك اللحظات التي وقفوا فيها بجانبنا، يدعموننا في الأوقات الصعبة.
لنستعرض معًا بعض الآيات القرآنية التي تبرز مكانة الوالدين في الإسلام:
﴿ إِذْ أَوْحَيْنَا إِلَى أُمِّكَ مَا يُوحَى * أَنِ اقْذِفِيهِ فِي التَّابُوتِ فَاقْذِفِيهِ فِي الْيَمِّ فَلْيُلْقِهِ الْيَمُّ بِالسَّاحِلِ يَأْخُذْهُ عَدُوٌّ لِي وَعَدُوٌّ لَهُ وَأَلْقَيْتُ عَلَيْكَ مَحَبَّةً مِنِّي وَلِتُصْنَعَ عَلَى عَيْنِي * إِذْ تَمْشِي أُخْتُكَ فَتَقُولُ هَلْ أَدُلُّكُمْ عَلَى مَنْ يَكْفُلُهُ فَرَجَعْنَاكَ إِلَى أُمِّكَ كَيْ تَقَرَّ عَيْنُهَا وَلَا تَحْزَنَ﴾ [طه: 38 – 40].
﴿ وَوَصَّيْنَا الْإِنْسَانَ بِوَالِدَيْهِ إِحْسَانًا ۖ حَمَلَتْهُ أُمُّهُ كُرْهًا وَوَضَعَتْهُ كُرْهًا ۖ وَحَمْلُهُ وَفِصَالُهُ ثَلَاثُونَ شَهْرًا ﴾ [الأحقاف:15].
﴿ وَقَضَى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا ۚ إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِندَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلَاهُمَا فَلَا تَقُل لَّهُمَا أُفٍّ وَلَا تَنْهَرْهُمَا وَقُل لَّهُمَا قَوْلًا كَرِيمًا﴾ [الإسراء:23].
﴿ وَلَا تَقْتُلُوا أَوْلَادَكُم مِّنْ إِمْلَاقٍ ۖ نَّحْنُ نَرْزُقُكُمْ وَإِيَّاهُمْ ۖ وَلَا تَقْرَبُوا الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ ۖ وَلَا تَقْتُلُوا النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ ۚ ذَٰلِكُمْ وَصَّاكُم بِهِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ﴾ [الأنعام:151].
إن الدعاء للوالدين له مكانة عظيمة في الإسلام، فهو يجسد روح البر والإحسان لهم. علينا أن نحرص على الدعاء لهم في كل الأوقات، سواء في صلاتنا أو في أدعيةنا اليومية، لأن ذلك يعكس حبنا وتقديرنا لهم.
في النهاية، يجب علينا أن ندرك أن الوالدين هما أغلى ما نملك. يجب أن نعمل دائمًا على برهم والإحسان إليهم، فالله سبحانه وتعالى قد أوصانا بذلك. فلنجعل من حياتنا فرصة لرد الجميل، ولنحرص على أن نبقى دائمًا بجانبهم، نساندهم ونحبهم، كما أحبونا وساندونا في كل مراحل حياتنا.