-

تكريم الحاج محمد الغافور: أسطورة الفن الأندلسي

(اخر تعديل 2024-09-26 14:00:57 )

الحاج محمد الغافور: أسطورة الفن الأندلسي

في لحظة مفعمة بالتقدير والفخر، قامت وزيرة الثقافة والفنون، صورية مولوجي، بتكريم عميد الفن الأندلسي، الفنان الكبير الحاج محمد الغافور، تقديراً لإسهاماته الجليلة في تاريخ الفن الجزائري. هذه اللفتة ليست مجرد احتفاء بشخص، بل هي احتفاء بتراث ثقافي عريق يمتد لقرون.

حفل التكريم

أقيمت احتفالية التكريم هذه من قبل الجمعية الفنية والثقافية "الألفية الثالثة"، بدعم من المسرح الوطني والديوان الوطني لحقوق التأليف والحقوق المجاورة. جاء هذا الحدث ليكون بمثابة منصة لإلقاء الضوء على مسيرة فنان لم يعرف حدوداً في تقديم الفن الأندلسي والحوزي.

من هو الحاج محمد الغافور؟

الحاج محمد الغافور، الذي وُلِد في 5 مارس 1930 في منطقة ندرومة بتلمسان، يُعتبر واحداً من أبرز أعلام الفن الأندلسي والحوزي في الجزائر. ترعرع في بيئة مليئة بالروحانية، حيث تأثر بالمدائح الدينية التي كانت تُنشد في الزوايا، مما أتاح له فرصة الجلوس مع العلماء والشيوخ.

البدايات الفنية

كما أشار بيان رسمي للوزارة، "اشتهر الغافور بحفظه لقصائد شعراء جزائريين مثل قدور بن عاشور الندرومي، وبدأت مسيرته الفنية في الأربعينيات من خلال الجمعيات الموسيقية في تلمسان وندرومة." على مدار أكثر من 50 عاماً من العطاء الفني، أبدع الحاج الغافور في طابع الحوزي والغرناطي، مقدماً مجموعة من الأعمال الخالدة مثل "ولفي مريم"، "سعدي ريت البارح"، و"يا لايم".

التفاني في الحفاظ على التراث

لم يقتصر نشاطه على الغناء في الأعراس والمناسبات فقط، بل سعى للحفاظ على أصالة التراث الفني في كافة حفلاته، سواء داخل الجزائر أو خارجها. مثل بلاده في العديد من العواصم العالمية، وقدم عروضه في أرقى القاعات، مما جعله رمزاً للفن الجزائري الأصيل.
حكاية ليلة الحلقة 5

تكريم يستحقه

خلال الحفل، أبدت وزيرة الثقافة إعجابها بمسيرة الحاج الغافور، مُعتبرة إياه قيمة فنية رفيعة المستوى وأحد أعمدة الفن الأندلسي والحوزي والمديح الديني في الجزائر. كما أثنت على جهود جمعية "الألفية الثالثة" في تنظيم هذا التكريم، مشيرةً إلى أهمية المبادرات التي تعزز من تقدير إسهامات الفنانين الذين كرّسوا حياتهم للحفاظ على التراث الثقافي والفني.

شكر وامتنان

من جانبه، عبّر الحاج محمد الغافور عن شكره وامتنانه لهذه الالتفاتة الكريمة، مشيراً إلى أن التكريم يمثل تتويجاً لمسيرته الفنية التي بدأت منذ عام 1948 واستمرت حتى 2010. وأكد أن الساحة الفنية الجزائرية لا تزال تزخر بأصوات شابة قادرة على مواصلة هذا الفن التراثي العريق.

مقتطفات من الإبداع

قدم الحاج الغافور خلال الحفل مقتطفات من ريبرتواره الفني، بما في ذلك المدائح الدينية وأغاني الحوزي التي تعكس هويته الفنية الفريدة. كما ذكرت الإذاعة الوطنية أن الحاج الغافور توقف عن الغناء أثناء الثورة الجزائرية للانخراط في صفوف جبهة التحرير الوطني، ثم عاد بعد الاستقلال ليؤسس "جمعية الموحدين" التي ساهمت في الحفاظ على التراث الموسيقي الجزائري.

جوائز وتقديرات

حصل الحاج الغافور في عام 1969 على الجائزة الأولى في مهرجان الموسيقى الشعبية بالجزائر العاصمة، وشارك في مهرجان الأغنية الأندلسية، حيث مثل الجزائر في العديد من المناسبات الثقافية الدولية، مجسداً بذلك روح الفن الأصيل.