-

روائي فرنسي يرفع الستار عن حقائق الماضي

(اخر تعديل 2024-09-09 15:34:55 )

رغم المحاولات المستمرة لفرنسا في إخفاء ماضيها الاستعماري الأسود والتهربّ من كشف حقائق جرائمها في الجزائر كاملة، تمكّن الروائي الفرنسي ماتيو بيليزي، من رفع الستار عن الملف الذي تنكره بلاده.

ووفق ما كشفت صحيفة “تايمز” الأمريكية، فقد ألّف بيليزي كتابا بعنوان “الهجوم على الأرض والشمس” كشف من خلاله قصة الاستعمار الفرنسي الوحشي للجزائر في القرن 19، ليصبح أكثر كتاب حقّق مبيعات خلال السنة الماضية.

وحسب المصدر ذاته، فقد فاز الكتاب بجوائز قيّمة، بيعت منه حوالي 90 ألف نسخة في فرنسا “البلد الذي فضّل نسيان ماضيه”.

والأمر المثير للدهشة، هو أن الكاتب حقّق هذا النجاح بعد 3 روايات ألفها عن تاريخ الجزائر طيلة 15 سنة، ولم تحقّق مبيعات كبيرة، كما أنّها لم تجذب انتباه سوى النقاد الأدبيين.

واعتمد المؤلّف، في كتاباته عن تاريخ الاستعمار الفرنسي للجزائر، على رسائل المستوطنين والجنود التي وجدها في الأرشيفات العامة، بحيث صوّر عنصرية الاستعمار وجشعه الذي أدى إلى مصادرة الأراضي، والشكوك التي كانت تنخر في نفوس المستوطنين، الذين فروا من فرنسا هربا من الفقر، حسب صحيفة “تايمز”.

وتجدر الإشارة، إلى أنّ كل المؤلفات الفرنسية التي تتحدث عن الاستعمار الفرنسي للجزائر، تتطرّق إلى “الجوانب الإيجابية له” حسب مؤلفيهم، وتركز معظمها على “إنهاء الاستعمار وحرب الاستقلال الجزائرية”، وفق المصدر ذاته.

وهو الأمر الذي صنع الفارق، بالنسبة لكتاب “الهجوم على الأرض والشمس”، الذي فضح الاستعمار بدل تمجيد.

وتوجد حاليا، 8 ترجمات قيد التنفيذ للكتاب، كما أن المفاوضات جارية للحصول على نسخة باللغة الإنجليزية، وستصدر أيضا نسخة مدرسية تحتوي على مواد أساسية في العام المقبل.

للإشارة، فإن المؤلّف يبلغ 69 سنة، وكان قد أدى خدمته العسكرية في الجزائر قبل ثورة التحرير مباشرة وكان يرفض دائما الحديث عن التجربة، حسب الصحيفة الأمريكية.

للعلم، فإنّ الكاتب قليلا ما يظهر في البلاطوهات الإعلامية، بسبب أفكاره وآرائه، وهو ما أكده بيليزي بقوله “إنهم يخافون مما سأقوله”.