-

مساعدات التنمية الفرنسية: حقيقة أم وهم؟

(اخر تعديل 2025-01-14 22:00:22 )

في خطوة تعكس تزايد التوترات السياسية، نشرت وكالة الأنباء الجزائرية مقالًا يرد على الأصوات المتزايدة في الأوساط الفرنسية، لاسيما من التيار اليميني المتطرف، التي تدعو إلى فرض عقوبات على الجزائر. ومن بين هذه الدعوات، المطالبة بوقف ما يُزعم أنه "مساعدات للتنمية" تقدمها فرنسا للجزائر.

خطاب غير دقيق

توضح الوكالة أن هذه الخطابات المتكررة لا تعكس بوضوح واقع العلاقات الاقتصادية بين الجزائر وفرنسا، كما أنها لا تستند إلى معلومات دقيقة أو موثوقة. فالعلاقات بين البلدين تتجاوز هذه الادعاءات السطحية.

مساعدات أم وهم تاريخي؟

تعود جذور ما يُعرف بـ"مساعدات التنمية" الفرنسية إلى منتصف التسعينيات. ففي عام 1994، طرحت فرنسا مسألة إيقاف هذه المساعدات المزعومة، كما تشير الوكالة الرسمية. ولكن الجزائر تصدت لهذه الادعاءات، حيث أعلنت رسميًا أنها تتخلى عن القروض التي قدمتها فرنسا، معتبرةً إياها مجرد آلية لخدمة المصالح الفرنسية أكثر من كونها دعمًا حقيقيًا لتنميتها.

الأرقام والمعطيات: هل هناك دعم فعلي؟

وفقًا لوكالة الأنباء الجزائرية، فإن ما تصفه فرنسا بـ"مساعدات التنمية" لا يتجاوز قيمته 5 ملايين يورو سنويًا، مخصصة لمشاريع تعاون ثنائي. بينما تشير إحصائيات المفوضية الأوروبية لعام 2022 إلى أن المبلغ الإجمالي يصل إلى 130 مليون يورو. ومع ذلك، فإن 80% من هذا المبلغ يُستخدم داخل فرنسا لدعم مؤسساتها التعليمية التي تستقبل الطلاب الجزائريين، مما يعكس أولويات الاقتصاد الفرنسي، بينما 20% فقط تُوجه إلى أنشطة تخدم المصالح الفرنسية بالجزائر.
السلة المتسخة الحلقة 41

العلاقات الاقتصادية: أرقام تكشف الحقيقة

تستورد الجزائر من فرنسا منتجات بقيمة 3.2 مليار دولار في عام 2023، بينما تبلغ الاستثمارات الفرنسية في الجزائر 2.5 مليار دولار، وهو رقم أقل بكثير مقارنة باستثمارات دول أخرى مثل تركيا والولايات المتحدة وإيطاليا. كما أن الشركات الفرنسية قد استفادت من عقود حكومية جزائرية بمليارات الدولارات، مما ساعدها على البقاء في السوق الجزائرية، بل وإنقاذ بعضها من الإفلاس.

استنتاجات

في ختام المقال، يتضح أن ما يُروج له تحت مسمى "مساعدات التنمية" ليس سوى وسيلة لتحسين صورة فرنسا على الساحة الدولية دون أي تأثير ملموس على الواقع الاقتصادي الجزائري. الجزائر ليست فقط مستعدة للاستغناء عن هذه المساعدات المزعومة، بل تؤكد مرة أخرى أنها لا تعتمد عليها بأي شكل من الأشكال.