فرنسا تفقد هيمنتها ونفوذها في إفريقيا.. ما
يبدو أنّ فرنسا المستعمِرة التي لطالما روّجت لكونها “حامية مصالح إفريقيا” بدأت تفقد بريقها المزعوم لينكشف وجهها الثاني، وذلك من خلال تضاؤل نفوذها وهيمنتها في القارة السمراء.
ووفق تقرير نشرته مجلة “جون أفريك”، فإنّ الدبلوماسية الفرنسية وُضعت على المحكّ خلال الأشهر الأخيرة في القارة الإفريقية”.
لماذا فقدت فرنسا نفوذها؟
وحسب المجلّة ذاتها، فإنّ ما يثبت ذلك هو “الانقلابات المتعاقبة في مالي وبوركينا فاسو والنيجر والجابون، فضلا عن الأزمات الدبلوماسية مع المغرب والتوترات المتكررة مع الجزائر”.
وأكدت “جون أفريك” في هذا السياق، أنّ “هذه النكسات الدبلوماسية تشير إلى نهاية النفوذ الفرنسي، فهي تلقي بظلال من الشك على قدرة فرنسا على الحفاظ على مكانتها كقوة متوسطة”، حسب قولها.
ويضاف إلى ذلك، “خسارة الوجود الاقتصادي للشركات الفرنسية في غرب إفريقيا لصالح الصين وتركيا والمغرب وصعود اللغة الإنجليزية على حساب الفرنسية في الفرنكوفونية، ما يدل على تراجع النفوذ الثقافي الفرنسي في إفريقيا، حسب المصدر ذاته.
ولفتت المجلّة ذاتها، إلى أنّ “فرنسا تعمل حاليا على تقويض الأسس التي تقوم عليها قوتها المتوسطة، وهي 3 ركائز تتمثل في العضوية الدائمة في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة والقوة العسكرية والنفوذ في إفريقيا، حيث يرتبط الأخيران ارتباطاً وثيقاً”.
وبالحديثة عن مجلس الأمن، أبرزت “جون أفريك”، أنّ باريس تحتفظ بمكانتها كعضو دائم في مجلس الأمن، لكن هيبتها ونفوذها تضاءل إلى حد كبير على مر السنين”.
ومع ظهور قوى إقليمية عديدة وتعدد الأقطاب في العالم، يبدو مجلس الأمن مهمشاً على نحو متزايد في الشؤون الدولية، في حين كان في السابق يتولى البت في الغالبية العظمى من الصراعات العالمية، حسب المصدر ذاته.
ضعف القدرة العسكرية
وتحدّثت المجلة أيضا، عن ضعف القدرة العسكرية لفرنسا، قائلة “إنّ تخفيضات الميزانية على مدى العقدين الماضيين كانت سبباً في الإضرار بقدرة فرنسا العسكرية، وخاصة فيما يتعلق باللوجستيات وإسقاط القوة”.
للإشارة، فقد جرى سنة 2017 تخفيض ميزانية الإنفاق العسكري في فرنسا بمبلغ 850 مليون يورو، معظمه من ميزانية شراء المعدات، الأمر الذي خلّف جدلا آنذاك ودفع باستقالة رئيس أركان الجيش الفرنسي، بيير دو فيلييه، وقتها من منصبه.
وعدّ دو فيلييه أنّ خفض الميزانية الدفاعية إلى الحد الذي يعيق ضمان قوة الدفاع الضرورية من أجل حماية فرنسا.
وتحدّثت المجلّة أيضا، عن دور الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون بالذات في هذا الحال الذي آلت إليه بلاده، وذلك من خلال تسببه في فقدان ثقة نظرائه بسبب الافتقار إلى اللباقة الدبلوماسية.