-

فرنسا وتاريخ الاستعمار: معركة الذاكرة

(اخر تعديل 2025-03-26 20:38:20 )

فرنسا وتاريخ الاستعمار: معركة الذاكرة

في حديث مثير للجدل، أشار المؤرخ الفرنسي، بنجامين ستورا، إلى أن هناك اتجاهًا واضحًا في فرنسا لعدم تسليط الضوء على التيار المناهض للاستعمار. هذا الأمر يعكس صراعًا عميقًا في الذاكرة الجماعية للمجتمع الفرنسي، حيث يسعى البعض إلى تجنب الاعتراف بتلك الفصول المظلمة من التاريخ.

أحداث مؤلمة خلال ثورة التحرير

وقد أضاف ستورا في لقائه مع التلفزيون الجزائري، أن الجيش الفرنسي خلال ثورة التحرير الوطنية قام بأفعال قاسية، حيث استخدم النابالم في إحراق الجزائريين وقرى بأكملها، مما يعكس وحشية تلك الحقبة.

شهادات الطيارين الفرنسيين

وفي سنة 1991، عمل ستورا على إنتاج فيلم وثائقي بعنوان "السنوات الجزائرية"، حيث استعرض فيه شهادات بعض الطيارين الفرنسيين الذين أكدوا استخدامهم للأسلحة الكيميائية ضد الجزائريين في عام 1959، تحديدًا في منطقة قسنطينة. هذه الشهادات تعزز من فكرة أن المجازر التي وقعت كانت أكثر بشاعة مما يتصور الكثيرون.
بيت حموله الحلقة 28

غياب الاعتراف الرسمي

عبر ستورا عن أسفه لعدم وجود أي رد فعل من السلطات الفرنسية في أعقاب عرض فيلمه الوثائقي، حيث يبدو أن القضية لا تزال تتطلب مزيدًا من النقاش والتفحص.

مقارنة مع التاريخ الأمريكي

في سياق حديثه، قارن ستورا بين ما حدث في الجزائر وما جرى في الولايات المتحدة الأمريكية في القرن التاسع عشر، حيث وقعت إبادة للسكان الأصليين (الهنود الحمر). وأشار إلى أن أمريكا قد قامت بتدريس هذا التاريخ للأجيال الجديدة، بينما لم يبدأ تدريس تاريخ الاستعمار وثورة الجزائر في فرنسا إلا منذ حوالي عشرين عامًا.

استنتاجات حول تاريخ الاستعمار

اختتم ستورا حديثه بالقول: "لم نكتشف بعد ما حدث خلال ثورة الجزائر بشكل كامل"، مؤكدًا أن تاريخ الاستعمار الفرنسي في الجزائر مليء بالفظائع التي لا يتم تدريسها في فرنسا، حيث تعرض الجزائريون لمجازر ومقاومات عنيفة منذ القرن التاسع عشر. هذه الفصول التاريخية تحتاج إلى مزيد من البحث والدراسة، لتكون جزءًا من الذاكرة الجماعية.