-

توترات فرنسا والجزائر: أزمة الهجرة تتصاعد

(اخر تعديل 2025-02-27 08:00:22 )

تعيش العلاقات الفرنسية الجزائرية حالة من التوتر المتصاعد، حيث تتداخل قضايا الهجرة والاتفاقيات الثنائية في خلفية هذه الأجواء المتوترة. يتبادل الجانبان تصريحات نارية، مما يزيد من حدة التوترات ويؤدي إلى تهديدات بإعادة النظر في الاتفاقيات السابقة.

المطالب الفرنسية: مراجعة شاملة للاتفاقيات

في تصريح له يوم الأربعاء، أعلن رئيس الوزراء الفرنسي، فرانسوا بايرو، أن الحكومة الفرنسية ستطلب من الجزائر مراجعة جميع الاتفاقيات الموقعة بين البلدين. وأوضح بايرو أنه سيعطي الجزائر مهلة تتراوح بين شهر وستة أسابيع للاستجابة لهذه المطالب. وأشار إلى أن عدم إصدار الجزائر لتصاريح قنصلية لاستعادة مواطنيها غير النظاميين من فرنسا يعد خرقًا واضحًا للاتفاقيات الموقعة.

الإخفاق في احترام الاتفاقيات السابقة

عبر بايرو عن أسف فرنسا لعدم احترام الجزائر لاتفاقية عام 1968، التي تحدد شروط دخول الجزائريين إلى الأراضي الفرنسية، مما يؤدي إلى تفاقم التوترات بين الجانبين. كما أكد أن الحكومة الفرنسية ستقوم بمراجعة دقيقة لسياسة التأشيرات، لكنها أشارت إلى أنها لا تسعى إلى تصعيد الأزمة مع الجزائر.
المدينة البعيدة مترجم الحلقة 16

حادثة عنيفة تؤجج الأوضاع

زيادة حدة التوتر جاءت بعد حادثة عنف وقعت في الشرق الفرنسي، حيث تم قتل مواطن برتغالي وإصابة آخرين بواسطة سلاح أبيض من قبل مهاجر جزائري غير نظامي. هذا المشتبه به كان يواجه أمرًا بمغادرة الأراضي الفرنسية، مما دفع باريس إلى اتهام الجزائر بعدم التعاون في استعادة مواطنيها المُرحّلين.

تحذيرات من عدم التعاون

في اجتماع اللجنة الوزارية المعنية بملف المهاجرين، صرح بايرو أن فرنسا عرضت ترحيل هذا الشخص 14 مرة، لكن الجزائر كانت ترفض في كل مرة، مما يُعتبر غير مقبول. وعبّر بايرو عن قلقه بشأن صحة الكاتب الفرنسي من أصل جزائري، بوعلام صنصال، الذي تم احتجازه في الجزائر منذ نوفمبر الماضي.

رد الجزائر على القيود الفرنسية

من جانبها، أعربت الجزائر عن استغرابها من القيود التي فرضتها فرنسا على دخول بعض الشخصيات الجزائرية، ووصفت هذه الإجراءات بأنها "استفزاز جديد". وأكدت وزارة الخارجية الجزائرية أن هذه القيود جزء من "سلسلة مضايقات وتهديدات" ضدها، مشددة على أنها لن ترضخ لهذه الضغوط بأي شكل من الأشكال.

موقف الجزائر من الاتفاقيات

كما أوضحت الجزائر أنها لم تتلق أي إشعار رسمي حول هذه القيود، وهو ما يتعارض مع أحكام المادة الثامنة من الاتفاق الجزائري الفرنسي المتعلق بالإعفاء المتبادل من التأشيرات لحاملي جوازات السفر الدبلوماسية أو لمهمة.

مقترحات فرنسية للتعامل مع الأزمة

في إطار سعيها للضغط على الجزائر، اقترح وزير الخارجية الفرنسي تقليص منح التأشيرات من دول الاتحاد الأوروبي للدول التي ترفض استقبال رعاياها المُرحّلين. كما دعا إلى تخفيض الرسوم الجمركية على الدول المتعاونة في ملف الترحيل، معتبرًا أن هذا يمكن أن يكون وسيلة فعالة للضغط.

تحذيرات من تصعيد الأزمة

بينما يحذر بعض المسؤولين الفرنسيين من المخاطر المحتملة لتصعيد الأزمة، يعتقد البعض الآخر أن هذه السياسات قد تؤدي إلى "خطأ استراتيجي" يضر بالعلاقات الثنائية مع الجزائر.