-

مواجهة التضليل الإعلامي في إفريقيا

(اخر تعديل 2025-04-20 19:19:19 )

اعتبر العميد رشدي فتحي موساوي، المدير العام للوثائق والأمن الخارجي، أن التصدي للأخبار الزائفة والتضليل الإعلامي أصبح ضرورة ملحة تشكل جبهة دفاع أولى تسهم في استقرار القارة الإفريقية. وقد أكد أن الجزائر، من خلال التزاماتها العميقة تجاه القارة، تتولى قيادة الجهود لمواجهة هذه التهديدات المتزايدة التي تستهدف وحدة الدول وسيادتها.

جاءت هذه التصريحات خلال افتتاح الورشة الإقليمية لمكتب شمال إفريقيا التابعة لـ"سيسا"، التي انطلقت أعمالها يوم الأحد في المركز الدولي للمؤتمرات "عبد اللطيف رحال" بالعاصمة الجزائر. حيث نقل العميد موساوي تحيات رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون للمشاركين، مشيدًا بانعقاد هذا اللقاء الذي يعكس التزامًا جماعيًا إفريقيًا لمواجهة التحديات الأمنية العابرة للحدود.

وذكر المسؤول الأمني أن "معركتنا ضد التضليل الإعلامي لم تعد مجرد قضية إعلامية، بل أصبحت معركة وجودية تهدف إلى حماية كيان دولنا واستقرارها". ودعا إلى تعزيز التنسيق والتعاون بين الأجهزة الأمنية والاستخباراتية في القارة لمراقبة هذه التهديدات والتصدي لها بفعالية.

الإعلام الرقمي كسلاح غير تقليدي

سلط العميد موساوي الضوء على التحولات الجذرية في المشهد الإعلامي العالمي، مشيرًا إلى أن تطور التكنولوجيا ووسائل الاتصال جعل من الأخبار الزائفة وسيلة هجومية جديدة تستخدمها أطراف معادية لزرع الفوضى وإضعاف ثقة الشعوب في مؤسساتها، مما يمثل تهديدًا للأمن القومي للدول.

وأضاف أن وسائل الإعلام الحديثة أصبحت تضاهي تأثيرها الحروب التقليدية، نظرًا لقدرتها على تشكيل الوعي الجماعي، خاصة في ظل دخول ملايين المستخدمين غير المطلعين على القوانين والمعايير المهنية إلى منصات التواصل الاجتماعي، مما يجعلهم فريسة سهلة لحملات التضليل.

وفي هذا السياق، أكد المتحدث على ضرورة رفع مستوى الوعي الإعلامي والقانوني لدى المواطنين، من خلال برامج توعوية وتربوية تهدف إلى تحصين المجتمعات من الوقوع ضحية للأخبار الكاذبة. كما دعا إلى تعاون أوثق مع المؤسسات الإعلامية ومنصات التواصل الاجتماعي لتطوير آليات التحقق والرصد.

الجزائر في الخط الأمامي للدفاع عن السيادة الإفريقية

أكد العميد موساوي أن الجزائر، نظراً لتجربتها التاريخية في مواجهة الحروب النفسية والدعاية الاستعمارية، تمتلك مناعة وطنية قوية ضد الحملات الإعلامية المغرضة. وأشاد بالدور الذي يلعبه الجيش الوطني الشعبي، سليل جيش التحرير الوطني، في حماية الجبهة الداخلية من مخاطر الحروب السيبرانية والهجمات الإعلامية المنظمة.

وحذر من أن شمال إفريقيا والقارة الإفريقية بشكل عام ليستا في مأمن من هذه الهجمات المنظمة التي تهدف إلى بث الفوضى وتقويض الاستقرار. وأكد أن المرحلة الحالية تتطلب توحيد الجبهة الإعلامية الوطنية والإفريقية، لتعزيز مكانة القارة على الساحة الدولية والدفاع عن قضاياها العادلة، وفي مقدمتها القضيتان الفلسطينية والصحراوية.

نحو استراتيجية إفريقية موحدة

اختتم العميد موساوي كلمته بالتأكيد على أن مخرجات الورشة الإقليمية لشمال إفريقيا ستترجم إلى آليات عملية تعزز من قدرات الدول الإفريقية في مواجهة الأخبار الزائفة والمعلومات المضللة. وأشار إلى أن الهدف الأسمى هو دفع الاتحاد الإفريقي نحو تبني استراتيجية قارية موحدة لمكافحة التضليل الإعلامي، باعتبار ذلك رافعة أساسية لحماية الأمن والاستقرار في إفريقيا.
يوم آخر الحلقة 11