لقاء مثير مع دبلوماسية فرنسية في الطائرة
شارك الوزير الجزائري السابق الهاشمي جعبوب تفاصيل لقاء غريب وجميل جمعه بدبلوماسية فرنسية ذات “العينين العسليتين”، وذلك أثناء رحلة على متن طائرة متوجهة من الجزائر إلى باريس في عام 2003. لقد كان هذا اللقاء مليئًا بالأفكار والمشاعر المتناقضة، حيث تناول التحديات التي واجهتها الجزائر في علاقاتها الدولية.
بداية الرحلة
بدأ جعبوب حديثه عن رحلته، حيث قال: “في صباح يوم الجمعة السابع من مارس 2003، جلست في مقعدي على متن طائرة الخطوط الجوية الجزائرية المتوجهة إلى باريس. ربطت حزامي، وقرأت دعاء السفر، ثم أخرجت المصحف من محفظتي وبدأت في قراءة سورة البقرة، كعادتي في كل سفرياتي.”
بينما كان يستمتع بلحظات القراءة، تفاجأ بوجود امرأة أوروبية بجانبه، تجاوزت الأربعين عامًا. لم تتحدث إليه في البداية، فتجاهلها. ولما لاحظ ارتعاش يديها وهي تحاول ربط حزامها، طلبت كأس خمر، وبدأت بشربه بشكل متسارع، مما جعل جعبوب يشعر بالقلق على صحتها.
حاول جعبوب طمأنتها، موضحًا لها أن الخوف لن يقدم أو يؤخر في مسألة الموت، وأن العناية بالصحة تأتي أولًا. كان يتمنى لها أن تتخلص من قلقها من خلال الاسترخاء كما فعل هو.
المفاجأة
ما لبثت الدبلوماسية الفرنسية أن نادته قائلة: “سيد الوزير، أنا أعرفك جيدًا، لقد درست ملفك ومنحتك التأشيرة.” وقد أوضحت أنها تعمل بالقنصلية العامة الفرنسية في الجزائر وتتعامل مع ملفات الشخصيات المهمة.
تحدث جعبوب عن الصعوبات التي واجهتها الجزائر في مسألة الحصول على التأشيرات رغم حيازتها جوازات السفر الدبلوماسية، مؤكدًا أن ذلك كان جزءًا من سياسة تضييق الخناق على الجزائر.
سقوط طائرة بتمنراست
تزامنت هذه الرحلة مع سقوط طائرة تابعة للخطوط الجوية الجزائرية في تمنراست، وهو ما زاد من قلق الدبلوماسية الفرنسية. طمأنها جعبوب بأن الطائرات ليست هشة كما تظن، وأنه لم يكن هناك ضرورة للخوف المبالغ فيه.
خطأ بوتفليقة الفادح
عقب ذلك، تناولت الدبلوماسية الفرنسية قضية حساسة، حيث انتقدت تصريح رئيس الجزائر عبد العزيز بوتفليقة حول الحركى، مشيرة إلى أن ذلك غير مقبول، وأكدت أن الحركى هم مواطنون فرنسيون اختاروا الوقوف إلى جانب فرنسا.
رحلة العمر الحلقة 23
رد جعبوب على ذلك بأن الحركى في الجزائر يُعتبرون خونة، بينما في نظر الفرنسيين هم مواطنون. وأوضح أن الاختلاف في المعنى يعود إلى اختلاف التاريخ بين البلدين.
حادثة المروحة
استرجع جعبوب قصة تاريخية حول حوادث مروحة الداي حسين، حيث حاول أن يوضح لها كيف أن التاريخ المشترك بين الجزائر وفرنسا مليء بالصراعات والآلام، وأن التفسير مختلف بين الشعبين.
بقرتان في ختام الرحلة
قبل انتهاء الرحلة، أكد جعبوب للدبلوماسية الفرنسية أن الاختلاف في المفاهيم يعود إلى اختلاف الروايات التاريخية، مشيرًا إلى أن الجزائر كانت ضحية للاحتلال الفرنسي، وأن هذا التاريخ لا يمكن نسيانه أو تحريفه.
وفي ختام حديثه، تذكر الهاشمي جعبوب كيف أن هذا اللقاء، رغم تعقيداته، كان فرصة لتبادل الآراء حول قضايا تاريخية وثقافية عميقة، وعاد إلى قراءة سورة البقرة التي شغلته عنها هذه النقاشات.