-

المرصد الأورومتوسطي: استباحة مروعة لدماء

(اخر تعديل 2024-09-09 15:34:55 )

قال المرصد الأورومتوسطي في تقرير، اليوم الجمعة، أن الاحتلال الصهيوني يشن حملة استباحة مروعة لدماء المدنيين الفلسطينيين في مدينة غزة، وتحرق منازلهم وممتلكاتهم، في تصعيد خطير لحرب الإبادة الجماعية.

ووثق المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان إفادات وصفها بالصادمة عن سلسلة جرائم مروعة وفظائع ارتكبها جيش الاحتلال الإسرائيلي خلال عمليته المستمرة في مستشفى الشفاء المكتظ بالنازحين في مدينة غزة شمالي القطاع.

ومن بين الإفادات التي وثقها المرصد، ما يشير إلى عمليات قتل عمد وإعدام خارج نطاق القانون، وقطع الاتصالات، وقصف مكثف على المناطق والمنازل المحيطة بمجمع الشفاء الطبي.

وتحول مستشفى الشفاء إلى مأوى لآلاف النازحين الذين لجأوا إليه بعد تعرض مناطق شمال القطاع لحملة قصف وحشية استمرت على مدار الساعة لأسابيع طويلة في المرحلة الأولى من الحرب، وخلال تلك الحملة تعرض المستشفى إلى عملية اقتحام بزعم أن أنفاقا لقيادة حركة حماس مقامة أسفل المستشفى، لكن سرعان ما تبين زيف الادعاءات.

وبعد شهور من الاقتحام الأول، عاد جيش الاحتلال واقتحم المستشفى مجدداً واعتقل نحو 400 فلسطيني من داخله، بمن في ذلك نازحون وطواقم طبية وصحافيون، وأجبرهم على التعري الكامل وعرضهم للتعذيب خلال التحقيق الميداني، وفقاً للمرصد الأورومتوسطي.

اعتقالات وإعدامات بمجمع الشفاء

وبحسب الإفادات الموثقة للمرصد الأورومتوسطي ، شملت حملة التنكيل بالمدنيين، تعريتهم من الملابس واستخدامهم كدروع بشرية، واقتحام المنازل السكنية، وشن حملات اعتقال من داخلها، والاعتداء بالضرب على السكان، بمن في ذلك النساء والأطفال، وإجبارهم على النزوح قسرًا دون رجال العائلة إلى وسط وجنوب القطاع، ومن حرق منازلهم.

ووثق المرصد إعدام قوات الاحتلال الصهيوني لمسن فلسطيني، كان يعاني عدة أمراض بينها الزهايمر، خلال تواجده في ساحة مجمع الشفاء الطبي بعد إطلاق النار عليه وتركه عمدًا ينزف لعدة ساعات دون تقديم أي خدمات إسعافية لإنقاذ حياته.

وقال المرصد إنه تلقى عدة مناشدات بشأن عمليات تنكيل وتعذيب شديد يتعرض لها مرضى وجرحى كانوا يرقدون للعلاج داخل مجمع الشفاء الطبي، بما في ذلك محاصرتهم وإبقاؤهم دون علاج أو طعام، وجرهم على الأرض وإبقاؤهم مستلقين أمام الدبابات، من دون أن يتضح مصيرهم بعد.

كما أجبر جيش الاحتلال الصهيوني مرضى وجرحى على النزوح “دون مراعاة لوضعهم الصحي”.

ووثق المرصد خلال العملية المستمرة في مجمع الشفاء عشرات عمليات القتل والإعدام الوحشي، واعتقالات تعسفية بطريقة مذلة وحاطة بالكرامة الإنسانية، وسط إفادات بتفجير عدة مبانٍ في المجمع وتهديد النازحين عبر مكبرات الصوت بالقتل حال عدم إخلائه من دون توفير ممرات آمنة لهم، ودون مراعاة للحالات الصعبة وكبار السن ممن يهدد الموت مصيرهم.

انتهاك متواصل وتهجير قسري

وأشار المرصد إلى أن جيش الاحتلال أصدر أوامر تهجير جديدة لسكان حي الرمال، وطالب جميع السكان والنازحين في الحي وفي مستشفى الشفاء ومحيطه إخلاء المنطقة بشكل فوري غربًا، ومن ثم عبر شارع الرشيد (البحر) جنوبي غربي المدينة، إلى المنطقة الإنسانية في المواصي جنوبي القطاع.

وحذر “الأورومتوسطي” من مغبة “استمرار الكيان المحتل، في محاولته لإفراغ مدينة غزة والشمال من ساكنيها، وإجبارهم على النزوح قسرًا نحو الجنوب، من خلال أوامر التهجير القسرية وتحت وطأة العمليات العسكرية التي تستهدف المدنيين، والتجويع، والحصار، والحرمان من مقومات الحياة الأساسية”.

من هو المرصد الأورومتوسطي؟

المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان هو منظمة مستقلة غير ربحية يشكل ضحايا انتهاكات حقوق الإنسان نحو 70 بالمئة من العاملين والمتطوعين به، ويدافع الأورومتوسطي عن حقوق الإنسان في كل من أوروبا ومنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، ويدعم ضحايا النزاعات المسلحة والاحتلال والنازحين واللاجئين وطالبي اللجوء الذين أفرزتهم الصراعات والانتهاكات، خاصة الفئات الهشة منهم كالنساء والأطفال.

وتأسس الأورومتوسطي في نوفمبر من العام 2011، وسُجل في سويسرا (CH-660.0.748.015-1)، حيث يتواجد مقره الرئيس في جنيف، مع مكاتب إقليمية وممثلين في أوروبا ومنطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، يتكون المرصد الأورومتوسطي من حقوقيين ومدافعين عن حقوق الإنسان من جنسيات شرق أوسطية وأوروبية مختلفة، ويضم مئات العاملين والمتطوعين والداعمين حول العالم،