قال الله تعالى: "وإما ينزغنك من الشيطان نزغ فاستعذ بالله إنه هو السميع العليم" (سورة فصلت: 36). هذه الآية تحمل في طياتها دعوة قوية للتوجه إلى الله والاحتماء به من وساوس الشيطان. فكما نعلم، الحياة مليئة بالتحديات والمواقف الصعبة التي قد تثير فينا مشاعر الغضب والقلق.
يُروى عن سليمان بن صرد، أنه كان جالسًا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم عندما شهد مشادة بين رجلين. كان أحدهما في حالة من الانفعال الشديد، حيث احمر وجهه وبرزت أوداجه. وهنا، أبدى النبي صلى الله عليه وسلم حكمة عظيمة، إذ قال: "إني لأعلم كلمة لو قالها لذهب عنه ما يجد. لو قال: أعوذ بالله من الشيطان الرجيم، ذهب عنه ما يجده".
تلك الكلمات البسيطة تعكس عمق الفهم الذي كان لدى النبي صلى الله عليه وسلم. فالبحث عن العون من الله في أوقات الغضب يمكن أن يساعدنا في استعادة هدوئنا والسيطرة على مشاعرنا. في عالم مليء بالمشاكل، نحتاج إلى تذكير دائم بأن هناك ملاذًا آمنًا يمكننا اللجوء إليه.
عند مواجهة الصعوبات أو الغضب، يمكن أن تكون عبارة "أعوذ بالله من الشيطان الرجيم" هي المفتاح للعودة إلى السلام الداخلي. لذلك، ينبغي علينا أن نكون واعين لأهمية هذه العبارة وأن نستخدمها في حياتنا اليومية. فهي ليست مجرد كلمات، بل هي درع واقي من التأثيرات السلبية.
إن الاستعاذة بالله ليست مجرد فعل، بل هي أسلوب حياة. لنجعلها جزءًا من تفاعلاتنا اليومية، ولنتذكر أن الله هو السميع العليم، الذي يسمع دعواتنا ويعرف ما يجول في صدورنا. فلنستعن بالله في كل الأوقات، ولنسعى دائمًا للهدوء والسلام الداخلي، بعيدًا عن وساوس الشيطان.