الخطبة والزواج في الإسلام: دليل شامل اخبار الجزائر

الخطبة والزواج في الإسلام: دليل شامل اخبار الجزائر

الخطبة في الإسلام

عندما يتأكد كل من الرجل والمرأة من توافق مواصفاتهما وشروطهما، ويتوقعان حياة سعيدة معًا في المستقبل، يكون على الرجل أن يتقدم بكل جديّة إلى ولي أمر الفتاة لطلب خطبتها. وفي حال أبدى ولي الأمر موافقته، يصبح بإمكان الرجل رؤية الفتاة، سواء كان ذلك بحضورها مع محرمها، أو من دون علمها، كأن يراقبها من بعيد مع مراعاة الأدب والاحترام.

لقد أشار النبي محمد صلى الله عليه وسلم إلى أهمية رؤية الزوج للزوجة خلال فترة الخطبة، حيث قال للمغيرة: "انظر إليها فإنه أحرى أن يأدم بينكما". فهذه النظرة تسهم في تجنب المشاكل التي قد تظهر بعد الزواج، كما قال أبو هريرة: "كنت عند النبي صلى الله عليه وسلم، فأتاه رجل فأخبره أنه تزوج امرأة من الأنصار. فقال له: أنظرت إليها؟ قال: لا. قال: فاذهب فانظر إليها، فإن في أعين الأنصار شيئا".

وعند الحديث عن حقوق الطرفين، يحق للزوجة أن تعبر عن رضاها أو عدم رضاها بالزواج، دون أي ضغط أو إكراه. وهذا يعزز من بناء أسرة متينة قائمة على الرضا المتبادل، مما يسهم في تحقيق السعادة والابتعاد عن التعاسة. وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: "لا تنكح الأيم حتى تستأمر، ولا تنكح البكر حتى تستأذن". وبينما تكون المرأة الثيب أكثر وضوحًا في رأيها، فإن البكر قد تتسم بالحياء، لذا فإن سكوتها يعتبر بمثابة إذن.

إذا تم عقد الزواج دون رغبة المرأة، فإن لها الحق في رفضه. كما تروي خنساء بنت خدام الأنصارية أن أباها زوجها وهي ثيب فكرهت ذلك، فذهبت إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقام بإبطال النكاح. ومن المهم أن يكون رضا ولي المرأة حاضرًا أيضًا، حيث أن الجهل بحقيقة الرجل قد يؤدي إلى اتخاذ قرارات خاطئة تؤثر على مستقبلها.

وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: "أيما امرأة نكحت بغير إذن وليها فنكاحها باطل". كما يحق للولي أن يمنع ابنته من الزواج بكفء إذا كان ذلك لمصالحه الشخصية، وهذا يعد ظلمًا لها. قال تعالى: "وإذا طلقتم النساء فبلغن أجلهن فلا تعضلوهن أن ينكحن أزواجهن إذا تراضوا بينهم بالمعروف".
أمي مدبلج الحلقة 36

عقد الزواج في الإسلام

بعد الوصول إلى توافق بين الزوج والزوجة ووليها، يقوم الزوج بتقديم المهر، وهو حق للمرأة لا يُمكن لأحد أخذه دون رضاها. قال تعالى: "وآتوا النساء صدقاتهن نحلة"، ويعتبر المهر بمثابة تكريم للمرأة. كما يُساعدها على تلبية احتياجاتها من الملابس والزينة استعدادًا للزواج، ويجب أن يكون المهر ضمن قدرة الزوج المالية. فالسعادة في الزواج ليست مرتبطة بارتفاع المهر، بل إن "أبرك النساء أيسرهن مهرا".

تقوم الزوجة بالتحضير للزواج بما يتناسب مع الحاجة دون إسراف، اقتداءً بسنة النبي صلى الله عليه وسلم. بعد ذلك، يتم إبرام عقد الزواج بحضور ولي الزوجة وشاهدين. وبعد الإيجاب والقبول، يُوثق العقد رسميًا في المحكمة الشرعية لتأكيد حقوق الزوجين، وضمان ارتباطهما القانوني.

من المستحب أيضًا الاحتفال بعقد الزواج وإعلانه، حيث يجتمع الأهل والأصدقاء للاحتفال والدعاء للزوجين. قال النبي صلى الله عليه وسلم: "أعلنوا هذا النكاح واجعلوه في المساجد، واضربوا عليه بالدفوف". كما يُستحب أن يقوم الزوج بعمل وليمة للأهل والأقارب والأصدقاء الذين حضروا الاحتفال.