الحمل خارج الرحم هو حالة تحدث عندما تنغرس البويضة المخصبة في مكان غير الرحم، وهو المكان الذي يُفترض أن تنمو فيه الجنين. في الظروف الطبيعية، تتحد البويضة مع الحيوان المنوي في إحدى قناتي فالوب، وتبدأ رحلتها نحو الرحم حيث يتم زرعها. لكن في حالات الحمل خارج الرحم، يحدث الخلط؛ حيث تتوجه البويضة إلى وجهة خاطئة.
غالبًا ما تكون قناة فالوب هي الموقع المفضل لهذا النوع من الحمل، ولكن في بعض الحالات، يمكن أن تهاجر البويضة إلى المبيض أو حتى إلى تجويف البطن. وإذا لم يتم اكتشاف الحمل خارج الرحم في الوقت المناسب، فقد يؤدي ذلك إلى تمزق قناة فالوب، مما يتسبب في نزيف قد يهدد الحياة.
من الصعب تحديد السبب الدقيق الذي يجعل البويضة المخصبة لا تصل إلى الرحم. قد تتسبب الالتصاقات الناتجة عن حالات التهاب سابقة أو جراحة في الرحم أو تشوهات خلقية في قناة فالوب في عرقلة هذه الرحلة الطبيعية وتجبر البويضة على الانغراس في مكان غير مناسب.
للأسف، قد لا تظهر علامات الحمل خارج الرحم في بعض الحالات، خاصة في الأسابيع الأولى. قد تشعر بعض السيدات بأعراض طبيعية مثل الغثيان الصباحي وتورم الثديين، بينما قد لا تدرك أخريات أنهن حاملات على الإطلاق. في الواقع، قد يتم اكتشاف الحمل خارج الرحم فقط بعد حدوث تمزق في قناة فالوب.
بعض الأعراض التي قد تشير إلى الحمل خارج الرحم تشمل:
يمكن أن يمتد الألم إلى مناطق بعيدة عن العضو المصاب. على سبيل المثال، إذا كنت تشعرين بألم في الكتف، فقد يكون ذلك دليلاً على وجود حمل خارج الرحم ممزق.
بما أن الحمل خارج الرحم يشبه في بدايته الحمل الطبيعي، فقد يكون من الصعب اكتشافه مبكرًا. يمكن أن يساعد فحص الموجات فوق الصوتية (السونار) في تحديد ما إذا كان الجنين داخل الرحم أم في مكان آخر.
كما يمكن إجراء فحص دم لتحديد مستوى هرمون الحمل (HCG)، الذي يرتفع عادةً في الأشهر الثلاثة الأولى من الحمل. إذا كان مستوى هذا الهرمون أقل من المعدل الطبيعي أو لم يرتفع كما ينبغي عند إعادة الفحص، فقد يكون ذلك مؤشرًا على وجود حمل خارج الرحم.
يمكن أيضًا استخدام تنظير البطن للكشف عن الحمل خارج الرحم قبل حدوث تمزق. يعد تنظير البطن أداة حاسمة في تشخيص وعلاج هذه الحالة.
يعتبر الحمل خارج الرحم حالة طارئة تتطلب رعاية طبية فورية. إذا شعرت بأي من الأعراض المذكورة سابقًا أو إذا كان لديك نزيف مهبلي في المراحل المبكرة من الحمل، يجب عليكِ البحث عن المساعدة الطبية على الفور. في الواقع، يؤدي الحمل خارج الرحم دائمًا إلى وفاة الجنين، لأن قناة فالوب ليست مهيأة لنموه.
إذا لم تتمزق قناة فالوب، فقد يحاول بعض الأطباء إنقاذ القناة باستخدام عقار الميثوتريكسات تحت إشراف طبي. هذا الدواء يمكن أن يؤدي إلى إجهاض دون تمزق الأنسجة. في بعض الحالات، قد يتطلب الأمر إجراء جراحة لاستئصال الحمل خارج الرحم مع الحفاظ على قناة فالوب، بشرط عدم تمزقها.
لكن في حالة تمزق القناة مع وجود نزيف، فإن الأولوية تكون لإنقاذ حياة المرأة، وليس الحفاظ على القناة. غالبًا ما يتطلب الأمر استئصال قناة فالوب، ويمكن تنفيذ العملية إما عن طريق الجراحة التقليدية أو عبر تنظير البطن، مما يتيح فترة نقاهة أقصر.
لا يمكن منع حدوث الحمل خارج الرحم، ولكن يمكنك تقليل مخاطر الإصابة عن طريق تلقي العلاج المناسب عند الإصابة بأي التهاب في الحوض. كما يجب معالجة أي عدوى بسرعة، مع ضمان حصول الزوج على الرعاية اللازمة. الأمراض الجنسية المعدية يمكن أن تؤدي إلى التصاقات وانسداد قناتي فالوب، مما يزيد من خطر الحمل خارج الرحم. والأهم من ذلك، إذا تعرضتِ لحمل خارج الرحم سابقًا، فأنتِ أكثر عرضة لتكرار هذه الحالة.
أمي مدبلج الحلقة 43