اللهم ارحم عبادك، واسقهم غيثاً مغيثاً، مريئاً مريعاً، نافعاً غير ضار، عاجلاً غير آجل. إن الدعاء هو الوسيلة التي نتواصل بها مع الله، ونسأله برحمته وكرمه في أوقات الشدة والضيق. في لحظات الجفاف، يجتمع الناس لرفع أكف الضراعة إلى السماء، راجين رحمة من الله.
في هذا الدعاء، نطلب من الله أن ينزل علينا الغيث الذي يجلب الخير والمنفعة، ويحيي الأرض الميتة. إن الدعاء هو تعبير عن الفقر والحاجة إلى الله، فهو الغني ونحن الفقراء. نحن نحتاج إلى رحمته في كل لحظة، وندعوه أن يجعل ما ينزل علينا من غيث قوة لنا وبلاغاً.
يروي لنا التاريخ أن النبي محمد صلى الله عليه وسلم، حينما أتاه الناس يشكون قحط المطر، قام بإعداد المنبر في المصلى ليجمع الناس. وعندما اجتمعوا، بدأ بالدعاء إلى الله ورفع يديه، واستمر في الدعاء حتى بدأ بياض إبطيه يظهر. ثم قام بالصلاة ركعتين، وفجأة أرسل الله سحابة، فامتلأت السماء بالرعد والبرق، ثم أمطرت السماء بإذن الله.
لقد كانت تلك اللحظة تجسيداً لرحمة الله وقدرته. فقد أُرسلت السحب، وسالت الأنهار، وعادت الحياة إلى الأرض. وعندما رأى النبي صلى الله عليه وسلم الناس يهرعون نحو الماء، ابتسم حتى بدت نواجذه، وشهد بقدرة الله على كل شيء. "أشهد أن الله على كل شيء قدير، وأني عبد الله ورسوله".
إن دعاء الغيث لا يقتصر فقط على طلب الماء، بل هو دعاء شامل للرحمة والبركة. إنه تذكير لنا بأننا دائمًا بحاجة إلى الله، وأنه هو المتصرف في كل شيء. فلندعُ معًا، ونتضرع إلى الله، ونعتمد عليه في كل أوقاتنا.
حبيبتي من تكون 2 الحلقة 287