اكتشف أسرار الحجامة وفوائدها الصحية
ما هي الحجامة؟
تعود كلمة "الحجامة" إلى الجذر العربي "حَجَمَ" والذي يعني إعادة الشيء إلى حجمه الطبيعي. يُقال إن الفيروز أبادي عرّف الحجامة بأنها "المصّ الذي يقوم به الحجّام، وهو الشخص الذي يمارسها"، لذا يمكننا أن نفهم أنها تقنية تهدف إلى استعادة توازن الجسم من خلال سحب الدم الفاسد أو الزائد.
ببساطة، الحجامة هي عملية طبية تقليدية تتضمن سحب الدم من مناطق معينة في الجسم باستخدام كؤوس خاصة، مما يساعد في تحسين الصحة العامة. تُعتبر نوعاً من الجراحة الطفيفة، حيث يتم تحديد موضع الألم أو المرض، ثم تستخدم الكؤوس لسحب الدم الفاسد، مما يساعد على تخفيف الضغط عن الأعضاء الحيوية وتنشيط مراكز الطاقة في الجسم.
أنواع الحجامة
1. الحجامة الجافة
تتمثل الحجامة الجافة في إنشاء احتقان دموي في المكان المستهدف دون الحاجة إلى أي تشريط. يُوضع الكأس على الجلد بعد تعقيمه، ثم يتم سحب الهواء من خلال خرطوم خاص. تُترك الكؤوس في مكانها لعدة دقائق، مما يؤدي إلى ظهور دوائر حمراء على سطح الجلد.
تساعد الحجامة الجافة في تحريك الأخلاط السيئة إلى سطح الجلد، مما يخفف من آلام الجسم. وغالبًا ما تُستخدم للأطفال وكبار السن، حيث يمكن أن تُدهن المنطقة بزيوت طبيعية مثل زيت الزيتون أو زيت النعناع لزيادة الفعالية.
2. الحجامة الرطبة
الحجامة الرطبة تأخذ عملية الحجامة الجافة إلى مستوى آخر، حيث يتم إجراء تشريط طفيف للجلد بعد تكوين الاحتقان الدموي. يقوم الحجّام بعمل خدوش صغيرة، مما يسمح للدم بالخروج عند وضع الكأس مرة أخرى. هذه العملية تُعتبر أكثر فعالية في علاج العديد من الأمراض.
يجب أن يتم تحديد نوع الحجامة حسب حالة المريض، حيث يُفضل استخدام الوخز بالإبر بدلاً من التشريط في بعض الحالات مثل مرضى السكري.
3. الحجامة المتزحلقة
تُشبه الحجامة المتزحلقة الحجامة الجافة، ولكنها تتضمن استخدام الزيوت لجذب الدم بشكل أكثر فعالية. تُستخدم هذه الطريقة بشكل خاص قبل إجراء الحجامة الرطبة، وتعتبر فعالة جدًا في الحالات المستعصية مثل الشلل والصرع.
أهداف الحجامة
تُحقق الحجامة هدفين رئيسيين:
أ. الهدف الوقائي
إن القيام بالحجامة بشكل دوري، حتى في غياب الأمراض، يُساعد في الحفاظ على صحة الجسم بشكل عام. يُعتبر هذا النوع من الوقاية أفضل من انتظار حدوث المرض، كما يقال: "درهم وقاية خير من قنطار علاج".
حجرة ورقة مقص مدبلج الحلقة 71
ب. الهدف العلاجي
بعد الإصابة بمرض أو ألم معين، تُعتبر الحجامة وسيلة فعالة للتخفيف من الأعراض. لقد أثبتت فعاليتها في معالجة عدة حالات مثل الصداع المزمن وآلام المفاصل وغيرها من الأمراض المزمنة.
فوائد الحجامة
قال الرسول صلى الله عليه وسلم: "إن في الحجم شفاء". وقد أظهرت الدراسات الحديثة أن الحجامة تؤدي إلى تحسينات كبيرة في العديد من الجوانب الصحية، مثل ضغط الدم ومستويات السكر في الدم.
أبحاث طبية حديثة أظهرت أن الحجامة تُساعد في تحسين عدد كريات الدم الحمراء والبيضاء، بالإضافة إلى تنظيم مستوى الحديد والشحوم الثلاثية في الدم. وقد أظهرت فوائدها في علاج مجموعة متنوعة من الأمراض، بما في ذلك أمراض القلب وآلام العضلات، دون أن تُسجل أي مضاعفات جانبية.
بفضل هذه الفوائد، أصبحت الحجامة تُستخدم على نطاق واسع في الطب الحديث، حيث تم تطوير تقنيات وأدوات خاصة بها، مما يجعلها خيارًا شائعًا لعلاج العديد من الحالات الصحية.