من الجزائر إلى فرنسا، ومن ثم إلى مختلف أنحاء العالم، أصبحت "المرجان" - معجون الشوكولاتة القابل للدهن بنكهة البندق - حديث الساعة، حيث تحولت إلى ظاهرة عالمية في الأسابيع الأخيرة. يعود الفضل في هذا النجاح إلى سحر منصة تيك توك وتأثير صانعي المحتوى على وسائل التواصل الاجتماعي.
تبدأ قصة "المرجان" في صيف 2024، حينما انتشرت مقاطع فيديو تُظهر مجموعة من الشباب الفرنسيين وهم يتذوقون هذا المعجون اللذيذ للمرة الأولى. وُصفت نكهته بأنها شبيهة بحلوى "كيندر بوينو" الشهيرة. سرعان ما انتشر الفيديو كالنار في الهشيم، مما دفع العديد من الأشخاص للبحث عن هذا المنتج "الغريب".
على الرغم من توفر "المرجان" في الأسواق الجزائرية منذ عام 2021، إلا أنها حققت شهرة واسعة في فرنسا، وأصبحت محور حديث بين المستهلكين. يتبادل المستخدمون عبر تيك توك نصائح حول أماكن شراء "المرجان"، ويعبرون عن استيائهم من نفاد الكميات بسرعة من المتاجر. العائلات تتهافت على تجربتها، مما جعلها محط أنظار الجميع.
تتوالى التعليقات الإيجابية على مقاطع الفيديو، حيث يصف الكثيرون طعم "المرجان" بأنه أفضل من حلوى "كيندر بوينو". كما تُشارك الصفحات نصائح حول أماكن بيعها، بينما ينشر البعض مقاطع فيديو يعلنون فيها عن توفرها في متاجر معينة.
زاد الإعلام الفرنسي من شهرة هذا المنتج الجزائري، حيث خصص حيزًا كبيرًا لمناقشة أسباب هذا الانتشار غير المسبوق دون الحاجة إلى حملة تسويقية واضحة من الشركة. كما تم استضافة "المرجان" لدى مختصين في التغذية الذين أبدوا آراءهم الإيجابية، مشيرين إلى أن نسبة السكر في "المرجان" أقل من تلك في "نوتيلا".
على الرغم من هذا النجاح الكبير، تؤكد شركة "سيبون" الجزائرية المنتجة لـ"المرجان" أنها لم تكن تتوقع هذا الإقبال الهائل، موضحة أن الطلب قد ارتفع بشكل كبير بعد انتشار مقاطع الفيديو على تيك توك.
تعتبر "المرجان" مثالًا جديدًا على نجاح الشركات الجزائرية التي تستطيع فرض منتجاتها في الأسواق العالمية بفضل جودتها وطعمها الفريد، وهي دليل على قوة تأثير وسائل التواصل الاجتماعي في توجيه استهلاك المستهلكين نحو المنتجات الجديدة.
ما السر وراء نجاح "المرجان"؟ قد يكون الطعم اللذيذ والطبيعي للمنتج، أو تأثير صانعي المحتوى على وسائل التواصل الاجتماعي، أو ربما مزيج من العوامل المختلفة. بغض النظر عن السبب، أثبتت "المرجان" قدرتها على كسر الحواجز الثقافية والجغرافية، لتصل إلى قلوب المستهلكين في جميع أنحاء العالم.
أحد موظفي شركة CEBON في الجزائر يشير إلى النجاح العالمي للمنتج، حيث قال لصحيفة لو باريازان: "كانت المبيعات في فرنسا بطيئة، لكن مع بدء الفيديوهات على وسائل التواصل الاجتماعي في يونيو، شهدنا زيادة كبيرة في الطلبات، مما أجبرنا على زيادة الإنتاج."
شراب التوت مدبلج 2 الحلقة 61
رغم هذا النجاح، تفضل الشركة العائلية الصغيرة، التي تتخذ من وهران مقرًا لها، أن تبقى "متواضعة" ولا تسعى وراء الشهرة الكبيرة.
مع ارتفاع الطلب غير المتوقع على "المرجان"، ارتفع السعر وفق قاعدة "العرض والطلب". الشركة أعلنت أن أسعار كريمة الطلي وكريمة البندق لم تتغير، مؤكدة التزامها بتقديم منتجات ذات جودة عالية بأسعار تنافسية ومناسبة.