-

جدل تصريحات جان ماري لوبان عن الجزائر

(اخر تعديل 2025-01-20 16:19:26 )

أثارت التصريحات الأخيرة لزعيم اليمين المتطرف الفرنسي، جان ماري لوبان، موجة واسعة من الجدل سواء على الساحة المحلية أو الدولية. فقد أدلى بتصريحات مثيرة للجدل خلال آخر لقاء تلفزيوني له قبل ثلاثة أيام من وفاته في السابع من شهر جانفي 2025، عن عمر يناهز 98 عامًا. وكان لهذا اللقاء تأثير كبير على العلاقات بين الجزائر وفرنسا، حيث سلط الضوء على التوترات التاريخية التي لا تزال تؤثر على العلاقات بين البلدين.

الجزائر جزء من تاريخ فرنسا

في المقابلة التي أجراها مع برنامج "المغارب" على تطبيق قناة الجزيرة 360، أكد جان ماري لوبان أن "الجزائر كانت جزءًا من تاريخ فرنسا" مضيفًا أن "الجزائريين هم بالتعريف فرنسيون". هذه التصريحات أثارت جدلاً واسعاً بين مؤيدي ومعارضي هذه الرؤية، حيث تعكس تصورًا تاريخيًا يتجاهل الكثير من المعاناة التي عاشها الشعب الجزائري خلال فترة الاستعمار.

كما أضاف لوبان أنه كان يشعر في الجزائر وكأنه "في بيته" وأنه لم يعتبرها أرضًا أجنبية. وتحدث عن الحضور الفرنسي في الجزائر، مشيرًا إلى أن الجزائر كانت مقاطعة فرنسية إدارية تضم ثلاث مقاطعات، مما يعكس نظرته الأحادية للتاريخ.

تعذيب الجزائريين

ردًا على سؤال حول تعذيبه للجزائريين، قال لوبان: "لم نمارس التعذيب سوى على من كانوا يخضعون للتحقيق من قبل السلطات العسكرية". ولكنه اعترف سابقًا في حوار له عام 1962 بأنه مارس التعذيب على الجزائريين لأنه كان يعتبر ذلك "ضروريًا". وعلى الرغم من اعترافه بالأفعال التي قام بها، أكد أنه لا يشعر بأي ندم أو أسى تجاه ما فعله، ما أثار استياء كثيرين.
البراعم الحمراء مترجم الحلقة 34

في كتابه، وصف لوبان وسائل التعذيب التي كانت تُمارس على الجزائريين، حيث كان يتم تجريدهم من ملابسهم وتقييدهم. كما وصف المقاومين الجزائريين بأنهم "إرهابيون"، مما يعكس تصورًا غير متوازن للأحداث التاريخية.

رأيه في سياسة ماكرون

فيما يتعلق بالسياسات الحالية للرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، وصفها لوبان بأنها "بلا روح ولا وجود لها على أرض الواقع". كما أعرب عن اعتقاده بأن ماكرون لن يتمكن من ترك بصمة حقيقية في التاريخ، خاصة في ظل الظروف الحالية.

ماري لوبان عن قرب

تاريخ جان ماري لوبان مرتبط ارتباطًا وثيقًا بفترة الاحتلال الفرنسي للجزائر، حيث خدم هناك كضابط في الكتيبة الثالثة لفوج المظليين عام 1957. وقد أسس حزب الجبهة الوطنية في عام 1972 ليصبح أحد أبرز الشخصيات في السياسة الفرنسية. في عام 2011، قررت ابنته مارين لوبان استبعاد والدها من الحزب بعد أن أثارت تصريحاته جدلاً واسعًا حول معاداة السامية.

سعت مارين لوبان إلى تغيير الصورة العامة للحزب من خلال إعادة تسميته إلى التجمع الوطني، مع التركيز على الابتعاد عن ماضي الحزب المرتبط بالعنصرية. وفي مايو 2023، عانى لوبان من نوبة قلبية نقل على إثرها إلى المستشفى، ثم توفي في يناير 2025، مما أضاف فصلًا آخر في تاريخ السياسة الفرنسية المليء بالتوترات.