-

شروط الرقية الشرعية وأهميتها

(اخر تعديل 2024-10-07 15:19:19 )

خمسة شروط أساسية للرقية الشرعية

1. استخدام اللغة العربية

يعتبر الشرط الأساسي الأول في الرقية الشرعية هو أن تتم باللغة العربية، وذلك لأن اللغة العربية هي لغة القرآن الكريم، الذي يعد المصدر الرئيسي للشفاء. يجب أن تكون العبارات المستخدمة في الرقية واضحة ومفهومة، وهذا ما اتفق عليه العلماء. ويستند هذا الشرط إلى الإجماع بين العلماء على أن الرقية يجب أن تتم بلغة يفهمها المريض، مما يضمن فعالية الرقية وتأثيرها الإيجابي.

2. أهلية الراقي

من الضروري أن يكون الراقي شخصاً يتمتع بصفات الخير والصلاح، وأن يكون ملتزماً بأداء الصلوات والعبادات. يجب أن يكون بعيداً عن المعاصي والبدع، ويحرص على الأكل الحلال. كما جاء في حديث النبي صلى الله عليه وسلم: "أطب مطعمك تكن مستجاب الدعوة"، مما يعني أن طيب الطعام له تأثير كبير على قبول الدعاء. لذا، يُفضل عدم فرض أجرة على المرضى أو أخذ ما يزيد على نفقته، حيث يساهم ذلك في تعزيز فعالية الرقية ويزيد من بركتها.

3. معرفة الرقى الجائزة من القرآن

يجب أن تكون الرقية مستندة إلى آيات قرآنية معينة، مثل سورة الفاتحة، المعوذتين، وآية الكرسي. يُستحب أن يُقرأ القرآن على المريض أو أن يقرأه المريض على نفسه. يمكن أيضاً قراءة الآيات على الماء ليشربه المريض، أو على الزيوت والعسل. كما يُسمح بكتابة الآيات على مواد طيبة، حيث يُمكن محوها بماء زمزم. قال الله تعالى: "ونُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاءٌ وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ"، وهذا يؤكد على أهمية استخدام القرآن في الرقية.
أرض الحب الجميل الحلقة 3

4. أن يكون المريض مؤمناً

يجب أن يكون المريض من أهل الإيمان والتقوى، حيث أن الرقية تكون أكثر فعالية مع المؤمنين. كما ورد في القرآن: "ونُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاء وَرَحْمَةٌ لِّلْمُؤْمِنِينَ". لذا، فإن الرقية قد لا تؤثر بشكل كبير على الذين يمارسون المعاصي أو يبتعدون عن الطاعات، فيجب أن يكون المريض مؤمناً حقيقياً.

5. الإيمان بقدرة القرآن على الشفاء

يجب على كل من الراقي والمريض أن يجزموا بأن القرآن هو شفاء ورحمة، وأنه العلاج النافع. فلا فائدة من الرقية إذا كان المريض متردداً أو يعتبرها تجربة. الإيمان بفاعلية الرقية هو أمر أساسي، ويجب أن يكون لدى الراقي والمَرقي يقين بأن الشفاء بيد الله وحده، بعيداً عن أي دعاء لغير الله. كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: "لا بأس بالرُّقى ما لم يكن فيه شِركٌ".