-

شروط و طريقة اختيار الزوج الصالح في الإسلام

(اخر تعديل 2024-09-09 15:34:55 )

كما أن هناك شروطا و أسبابا وصفات يبحث عنها الرجل فيمن ستكون زوجة المستقبل له، ويحرص على توافر أغلبها فيها، كذلك فإن الشرع أعطى الزوجة المسلمة الحق والحرية في إختيار زوجها، فلها حرية الموافقة والرضا بمن تشاء من الرجال، إذا كان أهلا وكفؤا لذلك. ولها أن ترفض من ترى أنها لا ترغب الزواج به لأسباب وجيهة تمنعها من ذلك، وهكذا يتبين أن من عدالة الإسلام مع المرأة أن أعطاها كما أعطى الرجل حق إختيار زوجها. ومن الشروط و الأسباب التي تبحث عنها:

الدين

ويقصد به أن يكون الرجل متسما بالتدين في كل تصرفاته، ملتزما إلتزاما كاملا بمناهج الشريعة الإسلامية، يعرف حقوق الإسلام عليه، يعرف حقوق زوجته عليه، ويعاشرها بالمعروف كما أمره سبحانه، ويلتزم بالإنفاق عليها ولا يطغى ولا يعتدي عليها بالقول أوبالفعل مادامت طائعة.

الخلق

حال للنفس راسخة تصدر عنها الأفعال من خير أو شر من غير حاجة إلى فكر وروية، والأخلاق: علم موضوعه أحكام قيمية، تتعلق بالأعمال التي توصف بالحسن أو القبح . و المراد أن على الزوجة ووليها البحث والسؤال عن خلق الخاطب وطباعه. فبعض الرجال يتصف بالشراسه في طبعه، ختى و إن كان كثير الصيام و الصدقة و الصلاة، فقد يكون سليط اللسان كثير الشتم و السباب و البعض الأخر لا يضع العصا من يده يضرب بها بسبب و بدون سبب إذ إن سوء خلقه قد لا يقتصر على تعامله مع زوجته فقط، بل يشمل أولاده، وهذا ما يجعل جو الأسرة مشحونا بالكدر و الإضطراب. فهو حين يشتم زوجته أو يضربها، فإن ذلك سيؤثر في نفسية الأبناء، حزنا على أمهم، وحنقا على أبيهم.

العفة و الطهارة

العفة هي ترك الشهوات من كل شيئ، وغالبا في حفظ الفرج مما لا يحل و لا يكون حفظ الفرج إلا بتجنب الزنى و دواعيه، ومن كان لعوبا كثير العلاقات بالنساء الماجنات و البغايا مستحلا لفروجهن بغير حق، فهو ولا شك زان، لذا نهى الله المرأة المؤمنة عن الزواج به. فعلى المرأة ووليها البحث و التحري عن الخاطب في كونه ليس من أصحاب الفحشاء و المنكر، وعدم التهاون في ذلك لخطورة الأمر و الذي لا يقتصر على الزوج نفسه، بل يتعداه إلى زوجته التي ينقل لها الأمراض الخبيثة و الخطيرة التي تصل إليه من العلاقات الجنسية المحرمة كالإدز مثلا، وكذلك يصل الخطر إلى الذرية التي قد تصلها هذه الأمراض عن طريق الوراثة.

الحسب

حسب الشيء قدره و عدده، وما يعده المرء من مناقبه أو شرف أبائه، و على الزوجة ووليها إختيار الزوج الذي له أسرة عريقة معروفة بالصلاح و التقوى و الأصل و الشرف، و قد نوه الرسول صلى الله عليه و سلم أن الناس معادن، و أنهم يتفاوتون في الوضاعة و الشرف، و الخير و الشر.

الصحة و جمال الهيئة

و المراد أن على الزوجة ووليها التأكد من أن الخاطب لا يعاني من أمراض جسدية أو نفسية، قد تعيق إستمرار الحياة الزوجية، و تؤدي إلى إستحالتها، فلا يكون مصابا بأمراض معدية أو أمراض مزمنة أو أن يكون مصابا بالجنون أو الصرع أو إضطرابات نفسية كالإكتئاب و الإنطوائية، و إزدواج الشخصية و القلق و كثرة الشك، الذي يحيل الحياة الزوجية إلى جحيم لا يطاق، كذلك لا يكون عنينا لا يستطيع المعاشرة الزوجية.

القدرة على الإنفاق

لأن قوامة الرجل في الإسلام لا تتحقق إلا بقدرته على الإنفاق على زوجته و أولاده، و غالبا ما تكون المرأة بحاجة لمن يعولها، ويقوم بالإنفاق عليها، سواء أكان والدها أو زوجها فيما بعد، ونادرا ما تكون الزوجة ميسورة الحال، أو تحمل مؤهلات تؤهلها للعمل الذي تستطيع التكسب منه بحيث تستطيع أن تحيا حياة كريمة. إذن لا بد أن يكون لدى الخاطب موارد مالية تؤمن له ولزوجته و لأسرته دخلا ماديا مناسبا يفي بإحتياجاتهم، و إن كان الزوج عاطلا عن العمل، ولايستطيع الإنفاق على زوجته وأبنائه كان ذلك سببا في كثرة المشاكل الأسرية، ومما يجعلهم في عوز وحاجة لصدقات الناس و عطاياهم و إحسانهم، لذلك تبحث الزوجة ووليها عن الرجل الذي لديه قدرة الإنفاق عليها و على أبنائه فيما بعد.

الكفاءة

أن يكون الزوجان متكافئين في الدين و الخلق أساسا، فلا تزوج مسلمة بكافر، ولا عفيفة بفاجر، فقد حرم الإسلام على المسلمة نكاح الزاني الخبيث، فالطيبة لا ينكحها إلا طيب مثله.