تعويض الجزائر عن جرائم الاستعمار الفرنسي
تعويض الجزائر عن جرائم الاستعمار الفرنسي
بينما تتصاعد الحملة العدائية التي تشنها الحكومة الفرنسية ضد الجزائر، يبرز الناشط السياسي الفرنسي توماس غينولي كصوت يدعو إلى مراجعة ماضي الاستعمار الفرنسي. فقد دعا غينولي إلى ضرورة تعويض الجزائر مادياً عن الجرائم التي ارتكبتها فرنسا خلال فترة استعمارها.
دعوة للتعويض المالي
وفي تصريح له لإذاعة الجنوب الفرنسية، أوضح غينولي أنه من الواجب على بلاده الاعتراف بجرائمها وتعويض الجزائر، مستشهداً بالمبادرة الألمانية التي أُعلنت في عام 2021، حيث قامت ألمانيا بدفع مبلغ مليار و100 مليون يورو لجمهورية نامبيا كتعويض عن الفظائع التي ارتكبتها خلال فترة الاستعمار.
جرائم فرنسا في الجزائر
تطرق غينولي إلى بعض الجرائم البشعة التي ارتكبتها فرنسا ضد الشعب الجزائري، مشيراً إلى أن الحرب الجزائرية أدت إلى مقتل "مليون" شخص، وهو ما يعادل ثلث السكان في ذلك الوقت. كما أشار إلى أن العديد من هؤلاء الشهداء فقدوا حياتهم إما بسبب القتل أو نتيجة الأمراض والمجاعة، التي كانت جزءاً من استراتيجية الغزو الفرنسي.
مجازر سطيف وخراطة
كما تحدث عن مجازر سطيف وخراطة وقالمه التي وقعت في عام 1945، والتي أسفرت عن مقتل العديد من الأبرياء. واعتبر غينولي أن هذه الفظائع تمثل جزءاً من تاريخ مؤلم يجب الاعتراف به، بدلاً من تجاهله.
تمييز ضد النساء الجزائرية
في إطار حديثه عن الجرائم الفرنسية، تناول غينولي موضوع التمييز بين النساء الجزائريات والأوروبيات، موضحاً أن 50% من النساء الجزائريات يلدن في المنازل، بينما لا تتجاوز نسبة النساء الأوروبيات اللاتي يلدن خارج المستشفيات 80%.
البنى التحتية والاستغلال
وعلى الرغم من الدعاية الفرنسية التي تروج لإنجازاتها في الجزائر، أكد غينولي أن المشاريع التي نفذتها فرنسا، مثل البنى التحتية والمستشفيات والمدارس، كانت مجرد غطاء لنهب الثروات الجزائرية. حيث كانت هذه المشاريع تُستثمر لصالح المستوطنين الأوروبيين وليس لصالح الجزائريين أنفسهم.
سيطرة الأقدام السوداء
وأبرز غينولي أيضاً كيف استولى الأقدام السوداء على الأراضي الخصبة في الجزائر، حيث أن 3% منهم سيطروا على ربع الأراضي بعد سرقتها من أصحابها الأصليين. وهذا يؤكد استمرار التمييز والاستغلال حتى بعد انتهاء الاستعمار.
التعليم في الجزائر
وفيما يتعلق بالتعليم، نفى غينولي وجود أي دور إيجابي للاستعمار الفرنسي، مشيراً إلى أن نسبة الجزائريين الذين كانوا يرتادون المدارس الفرنسية لم تتجاوز 15% في عام 1954.
إن تصريحات غينولي تعكس ضرورة إعادة النظر في تاريخ الاستعمار الفرنسي، وتسلط الضوء على أهمية الاعتراف بالجرائم التي ارتكبت في حق الشعب الجزائري، ودعوة لتصحيح التاريخ من خلال التعويض والاعتراف بالحقائق.
خفايا القلوب 5 الحلقة 6