-

ذكرى استشهاد مصطفى بن بولعيد.. استذكار الملاحم

(اخر تعديل 2024-09-09 15:34:55 )

قال وزير المجاهدين وذوي الحقوق العيد ربيقة، أن ذكرى استشهاد القائد البطل مصطفى بن بولعيد، سانحة للاعتزاز العميق بالأمجاد الوطنية واستلهام مضامين وقيم الملاحم البطولية التي خلدها رواد الثورة التحريرية.

وجاء ذلك، في كلمة للوزير، على هامش إشرافه، على مراسم إحياء الذكرى 68 لاستشهاد القائد البطل مصطفى بن بولعيد من ولاية باتنة، حسب بيان لوزارة المجاهدين.

وأكد ربيقة، بالمناسبة على ضرورة، أن تستلهم الأجيال اليوم، من مسيرة هؤلاء الأبطال، دروسا في الاعتماد على النفس وتقديس العمل ولم الشمل والالتفاف حول المشروع الوطني.

وعرفت مراسم إحياء الذكرى 68 لاستشهاد القائد مصطفى بن بولعيد، تكريم عائلته، والمجاهدين وذوي الحقوق، كما تم تكريم التلاميذ المتفوقين في المسابقة الكبرى التاريخية التي أقيمت تخليدا لذكرى الشهيد مصطفى بن بولعيد.

من هو مصطفى بن بولعيد؟

بن بولعيد مصطفى، هو أحد رموز الثورة التحريرية المباركة وأحد مفجريها الأوائل الذين ضحوا بالنفس والنفيس في سبيل استقلال البلاد.

ولد بن بولعيد الملقب بـ”أسد الأوراس” يوم 05 فيفري 1917م بأريس، إحدى المناطق التابعة لمدينة باتنة، ينتمي إلى عائلة ميسورة الحال، بدأ دراسته القرآنية بالكُتّاب، وتتلمذ على يد أبيه الذي كان معلماً للقرآن، ثم انتقل رفقة عائلته إلى مدينة باتنة وبها التحق بمدرسة الأهالي (الأمير عبد القادر حالياً) ودرس لمدة سبع (07) سنوات هناك.

وفي سنة 1935 توفي والده، فتدهورت الأوضاع العائلية، الأمر الذي أجبر مصطفى على التخلي عن الدراسة والسفر إلى فرنسا للبحث عن عمل يخفف به عن معاناة أسرته، لكن سفره لم يدم طويلاً فعاد إلى أرض الوطن واشتغل في مهنة التجارة.

وفي سنة 1938 جُنّد مصطفى بن بولعيد في صفوف الجيش الفرنسي، وعند اندلاع الحرب العالمية الثانية جُنّد ثانية برتبة مساعد، وتحصل على ميدالية عسكرية تكريماً له، وبعدما وضعت الحرب العالمية الثانية أوزارها عاد إلى مسقط رأسه، فعاش أحداث 08 ماي 1945 والتي حزت في نفسه كثيراً وأكسبته قناعة كبيرة، وكان ذلك بداية التفكير الفعلي في العنف الثوري كوسيلة لتخلص البلاد من براثن الاستعمار.

نضاله الثوري

غداة تأسيس المنظمة الخاصة عام 1947 كان بن بولعيد أحد أعضائها البارزين، حيث كان يعمل في بداية تأسيسها تحت إمرة كل من المجاهد عبد القادر العمودي، بصفته مسؤولاً مباشراً والشهيد بن مهيدي بصفته مسؤولاً عن جنوب شرق الجزائر، لكنه لم يلبث حتى تسلم مسؤولية “أريس” خلفاً لمسؤوله المباشر عبد القادر العمودي.

وشارك مصطفى بن بولعيد، في تأسيس “اللجنة الثورية للوحدة والعمل”، كما ترأس الاجتماع التاريخي الذي انعقد في كلوصلومباي (المدنية حالياً) بالجزائر العاصمة آواخر جوان 1954م، وكلّف من طرف الحاضرين بفرز الأصوات، كما كان له الفضل الكبير في انضمام القبائل إلى لجنة الستة.

في ليلة الفاتح من نوفمبر كان بن بولعيد على رأس المنطقة الأولى التي احتلت الصدارة في الانطلاقة بدون منازع، ولكن رغم ذلك رأى البطل مصطفى، أن تلك الإمكانيات الموجودة في المنطقة غير كافية لمواصلة الثورة، فاضطر إلى السفر لتونس في مهمة لجلب السلاح، فوقع أسيراً في قبضة السلطات الفرنسية على الحدود الليبية التونسية يوم 12 فبراير 1955، لكنه ما لبث حتى استطاع التخلص من الأسر مع بعض رفاقه أمثال الطاهر الزبيري، ليعود إلى نشاطه العسكري يوم 11 نوفمبر 1955.

استشهاد مصطفى بن بولعيد

عملت سلطات الاستعمار الفرنسية كل ما في وسعها للقضاء على القائد مصطفى بن بولعيد، المحرك الرئيسي للثورة، فراحت تخطط لاغتياله، فتم لها ذلك يوم 22 مارس 1956 حيث قام الاستعمار الفرنسي وفق خطة مدروسة بإحكام في العاصمة باريس، باغتياله عن طريق جهاز راديو لا سلكي مغشوش، أراد بن بولعيد تشغيله فانفجر الجهاز مخلفاً وراءه انفجاراً أدى لاستشهاد القائد بن بولعيد ومن كان معه في المقر.

وباستشهاد القائد مصطفى بن بولعيد فقدت الثورة آنذاك أحد أبرز قادتها الأفذاذ بمنطقة الأوراس، لكن الشعب الجزائري واصل كفاحة وتضحياته إلى أن دحر المستعمر الفرنسي، وأخذ حريته بقوة السلاح وبتقديم ثمن ذلك ملايين الشهداء، لينعم اليوم الشعب الجزائري بحريته وسيادته الكاملة على أرضه المسقية بدم البطل بن بولعيد، ودماء كل من سار على دربه.