-

دعوة لإعادة فتح ملف تسمية الشوارع بأسماء الشهداء

(اخر تعديل 2024-09-09 15:34:55 )

هل تريد ملخصا مني؟

دعا محمد عباد، رئيس جمعية مشعل الشهيد، السلطات الوطنية إلى إعادة فتح ملف تسمية الشوارع في الجزائر بأسماء الأبطال الوطنيين، مشيرًا إلى أن هناك العديد من الشهداء الذين لم تُسجل أسماؤهم بعد.

كما شدد عباد على ضرورة تحرك منظمات المجتمع المدني وبذل مزيد من الجهود للحفاظ على الذاكرة التاريخية الوطنية وتعريف الأجيال الصاعدة بتاريخ الثورة التحريرية المجيدة. وأوصى بالعمل المكثف واستغلال المُخيمات الصيفية لنشر الوعي حول هذه الرموز.

وفي حديثه لبرنامج “ضيف الصباح” على القناة الإذاعية الأولى، أشار عباد إلى أن جمعية مشعل الشهيد تهتم بتأطير الأطفال والشباب وتعريفهم بتاريخهم من خلال تنظيم لقاءات مخصصة لهم.

واعتبر أن هذه الجهود تمثل رسالة تجمع بين ماضي الجزائر المجيد وحاضرها المشرق ومستقبلها الواعد، مشدد ا على أهمية تعليم مبادئ الثورة في ظل عدم تحقيق بعض الرموز والشخصيات الوطنية والتاريخية حقها الكامل، لا سيما في الجانب التاريخي.

وتحضيرا لاحتفال بالذكرى السبعين لثورة أول نوفمبر 1954، أكد عباد أن كل مواطن يحق له اقتراح أسماء المجاهدين والشهداء لتسمية الشوارع أو الأماكن العامة.

الرئاسيات تتطلب روح الثورة

ولأن الجزائر على موعد هام في السابع من سبتمبر “الاستحقاق الرئاسي” ، قال عباد إن الجزائر تواجه تحديًا كبيرًا على الصعيدين الإقليمي والدولي، داعيا إلى رفع التحدي بنفس الروح التي رفعها آباؤنا وأجدادنا في نوفمبر 1954.

وشدد عباد على أهمية المشاركة في الانتخابات ليس من أجل الأفراد أو البرامج فقط، بل لصالح الجزائر نفسها، لأن الجزائر هي التي تخرج منتصرة في النهاية بغض النظر عن المترشحين وبرامجهم. واعتبر أن هذه المشاركة تُعد واجبًا تجاه الوطن.

وأشار إلى أن الجمعية التي يرأسها تركز على ضرورة خروج كل الشعب الجزائري للمشاركة في الانتخابات، وتوجيه رسالة قوية لأعداء الجزائر، مؤكدا أن العمل الفعلي سيبدأ بعد السابع من سبتمبر، وعلى الجميع احترام إرادة الشعب في اختيار رئيسه.

كما نوه بدعم الجالية الجزائرية بالخارج، مشيدًا بمشاركتهم في دعم الرياضيين الجزائريين في الألعاب الأولمبية 2024 في باريس، ودعاهم إلى المشاركة أيضًا في الانتخابات الرئاسية القادمة.

وعن الذكرى المزدوجة لهجمات الشمال القسنطيني وانعقاد مؤتمر الصومام في 20 أوت 1955 و1956، ، قال عباد أن الثورة التحريرية التي اندلعت عام 1954 كانت بحاجة إلى حدث شعبي بارز للتعريف بها وتحريك مشاعر الناس.

وأشار إلى أن هجوم 20 أوت 1955، الذي قاده الشهيد زيغود يوسف، كان أول مشاركة شعبية واسعة في منطقة الشمال القسنطيني، وقد وقع الهجوم في الساعة 12 ظهرًا، وهو توقيت يعكس قوة التخطيط الاستراتيجي للثوار.

الالتفاف الشعبي حول الثورة

وأوضح عباد أن هذا الهجوم لم يكن مجرد عمل مسلح، بل كان تعبيرًا عن الالتفاف الشعبي حول الثورة، حيث شارك جميع فئات الشعب، بما في ذلك الأطفال والنساء والرجال، بوسائل متعددة تتجاوز مجرد استخدام السلاح.

وكانت الرسالة الموجهة إلى المستعمر واضحة، وأن كل الشعب الجزائري يقف مع الثورة. كما كان الهدف من الهجوم فك الحصار عن منطقة الأوراس، مما أسهم في تعزيز الدعم الشعبي للثورة وجعل هذا الحدث عاملاً حاسمًا في مسارها.

واعتبر عباد، أن مؤتمر الصومام المنعقد في 20 أوت 1956كان له تأثير كبير، حيث هدف إلى تقييم مسار الثورة والتخطيط لمستقبلها. وقدم ديناميكية جديدة للثورة، خاصةً فيما يتعلق بالإدارة الفعالة للمناطق الخمس، من أهدافه أيضًا مواصلة الكفاح المسلح، حيث نشأت بعد ذلك الولاية السادسة تحت قيادة الشهيد علي ملاح.

وأضاف عباد أن المؤتمر شكل نقطة تحول هامة نحو العمل المؤسساتي، إذ تم إنشاء المجلس الوطني للثورة كأعلى هيئة للثوار، تجمع كل القيادات ، معتبرا هذا المؤتمر أحد أبرز المحطات التي ساهمت في تطوير العمل السياسي والعسكري للثورة.