تعتبر الرضاعة الطبيعية من أهم العوامل التي تساهم في نمو الطفل وتقيه من الأمراض، حيث تمده بكافة العناصر الغذائية التي يحتاجها. إن حليب الأم يُعتبر المصدر الرئيسي للغذاء الغني بالفوائد التي لا تُحصى، حيث يمنح الرضيع الطاقة منذ لحظاته الأولى في الحياة وحتى بلوغه عامين. ورغم ذلك، تواجه بعض الأمهات صعوبات في إتمام الرضاعة الطبيعية لفترات طويلة، مما يجعل الكثير منهن يتساءلن عن ما إذا كان الحليب الصناعي يمكن أن يوفر نفس الفوائد التي يوفرها حليب الأم.
يشدد الأطباء على أهمية الرضاعة الطبيعية ويفضلونها على أي بدائل أخرى، وذلك لأنها تعود بفوائد عاطفية جليلة على الأم والطفل معاً. كما تعزز الرضاعة الطبيعية الروابط النفسية بين الأم وطفلها، بالإضافة إلى أن حليب الأم سهل الهضم ويحتوي على جميع العناصر الغذائية الهامة لصحة الطفل. لا تتوقف فوائد الرضاعة الطبيعية عند الطفل فقط، بل تمتد لتشمل صحة الأم أيضاً.
سنسلط الضوء في هذا المقال على الفوائد المتعددة التي تعود على الأم من خلال الرضاعة الطبيعية.
الدم الفاسد الحلقة 5
فوائد الرضاعة الطبيعية للأم
تتعدد الفوائد التي تجنيها الأمهات من الرضاعة الطبيعية، ومن أبرزها:
فقدان الوزن
تساعد الرضاعة الطبيعية على حرق ما يقارب 500 سعر حراري يومياً، مما يعادل ركوب الدراجة لمدة ساعة. هذه العملية تدعم الأمهات في التخلص من الوزن الزائد الذي قد اكتسبوه أثناء الحمل. ولكن، يجب على الأمهات التحلي بالصبر، حيث قد يستغرق فقدان الوزن بعض الوقت. لذا، يُفضل الاستمرار في الرضاعة الطبيعية لمدة ستة أشهر لتحقيق نتائج ملموسة.
تأخير الحيض
تؤدي الرضاعة الطبيعية إلى إفراز هرمون البرولاكتين، الذي يثبط إفراز هرمون الإستروجين ويمنع الإباضة. وبالتالي، فإن الاعتماد على الرضاعة الطبيعية بشكل كامل يمكن أن يؤدي إلى تأخير الدورة الشهرية. عادةً ما تشهد الأمهات عودة الحيض بعد فترة تتراوح بين 6 إلى 8 أشهر بعد الولادة.
تساعد الرحم على الانقباض
بعد الولادة، يمر الرحم بعملية تُعرف بالالتفاف، تساعده على العودة لحجمه الطبيعي. يُعزز الأوكسيتوسين، الذي يتم إفرازه بكميات كبيرة أثناء المخاض، هذه العملية ويقلل من النزيف.
الأمهات المرضعات أقل عرضة للإصابة بالاكتئاب
تشير الدراسات إلى أن النساء اللواتي يرضعن طبيعياً أقل عرضة للإصابة باكتئاب ما بعد الولادة مقارنة بالأمهات اللائي يتوقفن عن الرضاعة مبكراً.
تقلل من مخاطر المرض
يمكن أن توفر الرضاعة الطبيعية حماية طويلة الأمد للأمهات من مجموعة من الأمراض، مثل:
- سرطان الثدي.
- سرطان المبيض.
- هشاشة العظام.
الاسترخاء
تساعد الرضاعة الليلية على الاسترخاء، حيث يطلق الجسم هرمون الأوكسيتوسين المسؤول عن الشعور بالراحة والرضا.
التقليل من الاضطرابات النفسية
تساهم الرضاعة الطبيعية في تقليل حالات الاكتئاب والتوتر والقلق التي قد تواجهها الأم بعد الحمل.
الترابط بين الأم والطفل
تعزز الرضاعة الطبيعية الترابط بين الأم وطفلها، حيث يزيد إفراز الهرمونات أثناء الرضاعة من الروابط العاطفية. تشعر الكثير من الأمهات بالثقة والارتباط القوي بأطفالهن، مما يؤدي لتحسين الصحة العاطفية وتقليل القلق.
إفراز بعض الهرمونات
تساهم الرضاعة الطبيعية في إفراز هرمونات مفيدة مثل البرولاكتين والأوكسيتوسين، مما يساعد على تعزيز الشعور بالسلام والترابط بين الأم وطفلها.
توفير المال والوقت
حليب الأم دائماً متاح وجاهز للاستخدام، مما يوفر الوقت والجهد مقارنة بتحضير الحليب الصناعي الذي يتطلب تنظيف وتعقيم الزجاجات.
المرضعات أقل عرضة للإصابة بالسرطان
تشير الأبحاث إلى أن الرضاعة الطبيعية لمدة 12 شهراً قد تساهم في تقليل فرص إصابة الأم بسرطان الثدي بما يصل إلى 4.3%.