اغتيال يحيى السنوار: تفاصيل العملية العسكرية

في خبر قد أحدث ضجة كبيرة، أفادت إذاعة جيش الاحتلال الإسرائيلي اليوم الخميس بأن القوات العسكرية الإسرائيلية قد تمكنت من قتل يحيى السنوار، رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) في قطاع غزة. وقد وقعت هذه العملية في منطقة تل السلطان بمدينة رفح، الواقعة في جنوب القطاع.

على الرغم من أن الفحوص المخبرية التي تُجرى لتأكيد هوية الجثث لا تزال جارية، إلا أنه لم يتم الإعلان عن تأكيد رسمي حتى الآن. وعلى منصات التواصل الاجتماعي، انتشرت صورة مسربة من عناصر جيش الاحتلال تظهر جثة تشبه ملامح يحيى السنوار وهو يرتدي سترة عسكرية ويحمل سلاحًا، برفقة قيادي آخر لم يتم الكشف عن هويته بعد.

استهداف بالصدفة

وفقًا لتقارير صحفية متعددة، يبدو أن اغتيال السنوار جاء نتيجة لصدفة غير متوقعة، حيث لم تتوفر معلومات استخباراتية سابقة حول وجوده في المبنى المستهدف. وقد تمت العملية خلال استهداف جيش الاحتلال لمبنى كان يتواجد فيه السنوار وعدد من المقاتلين الميدانيين.

تحليل الحمض النووي

تتحدث المصادر الإسرائيلية عن أن الجيش يقوم حاليًا بتحليل الحمض النووي للجثث التي تم العثور عليها في موقع الاشتباك. يُذكر أن يحيى السنوار، المعروف بلقب "الرجل الحي الميت"، كان قد قضى 23 عامًا كأسير في سجون الاحتلال، مما يعني أن السلطات الإسرائيلية تحتفظ ببياناته الطبية، مما سيمكنها من مقارنة النتائج لتأكيد هويته.

وفي بيان مشترك، أوضح الجيش الإسرائيلي وجهاز الأمن الداخلي (الشاباك) أنه تم العثور على ثلاث جثث في الموقع، ولكن لم يتم التأكد رسميًا من أن إحداها تعود ليحيى السنوار حتى الآن.

قائد بارز

يعتبر يحيى السنوار من أبرز الشخصيات في حركة حماس، وقد تولى رسميًا منصب القائد السياسي الأعلى للحركة في أوائل أغسطس الماضي، بعد استشهاد إسماعيل هنية في إيران. على الرغم من الضغوط الكبيرة التي واجهها، استطاع السنوار قيادة استراتيجية الحركة العامة، وإن كانت هناك صعوبة أكبر في التواصل مع القادة العسكريين وإدارة العمليات اليومية.

منذ الهجمات التي وقعت في السابع من أكتوبر، والتي هزت الكيان الإسرائيلي، أصبح يحيى السنوار هدفًا رئيسيًا لقوات الاحتلال. ورغم الموارد الكبيرة التي استثمرها الكيان والولايات المتحدة، ظل السنوار بعيدًا عن أيديهم حتى اغتياله في عملية عسكرية لم تكن مخصصة لاستهدافه.

وفقًا لتحقيق أجرته صحيفة نيويورك تايمز، تم إنشاء وحدة خاصة داخل جهاز الشاباك للبحث عن السنوار، بينما كُلفت وكالات التجسس الأمريكية بالتنصت على اتصالاته. كما قدمت الولايات المتحدة رادارًا متطورًا قادرًا على اختراق الأرض لدعم جهود إسرائيل في تعقب قادة حماس.