توقيف الكاتب بوعلام صنصال في الجزائر
توقيف الكاتب بوعلام صنصال في الجزائر
في حادثة أثارت الكثير من الجدل والقلق، تم توقيف الكاتب الفرنسي الجزائري بوعلام صنصال يوم السبت الموافق 16 نوفمبر، وذلك لدى وصوله إلى مطار الجزائر الدولي قادماً من العاصمة الفرنسية باريس. هذه الأحداث تثير تساؤلات حول حرية التعبير والموقف الرسمي تجاه الكتاب والمفكرين في الجزائر.
بحسب ما أوردته صحيفة "لوموند" الفرنسية، فإن صنصال، الذي يبلغ من العمر 75 عاماً، تعرض للاحتجاز من قبل عناصر المديرية العامة للأمن الداخلي في الجزائر. ومن المقرر أن يُقدَّم قريباً إلى المدعي العام، وفقاً للمصادر ذاتها. لم يتمكن أحد من التواصل معه منذ توقيفه، مما أثار قلقاً بالغاً لدى "دار غاليمار"، التي تتولى نشر أعماله الأدبية.
وفي تصريح لصديقه كزافييه درينكور، السفير الفرنسي السابق في الجزائر، ذكر أنه كان قد تناول العشاء مع صنصال قبل يوم واحد من سفره، وأنه حاول الاتصال به بعد وصوله، لكنه لم يتلقَّ أي ردود على رسائل البريد الإلكتروني أو تطبيق الواتساب أو حتى على الهاتف الأرضي في منزله.
أسباب التوقيف
حتى الآن، لم تُعلن أي جهة رسمية عن سبب توقيف الكاتب المعروف بآرائه المثيرة للجدل بشأن الهوية الجزائرية وعلاقته بإسرائيل. وقد أثار صنصال الكثير من الجدل في السابق، حيث قام بزيارة إلى إسرائيل في عام 2012، وأدلى بتصريحات جريئة دعا فيها إلى منح التأشيرات للكتاب الإسرائيليين، وهو ما أغضب الكثيرين في الجزائر.
في عام 2016، نشر صنصال مقالاً في صحيفة "لوموند" قارن فيه الهجوم الإرهابي الذي وقع في نيس الفرنسية مع أعمال الثوار الجزائريين ضد الاستعمار الفرنسي، مما زاد من حدة الانتقادات الموجهة له. روايته "2084"، التي صدرت عن دار غاليمار، أصبحت محوراً للنقاشات حول اليمين الفرنسي وتوجهاتهم المناهضة للوجود الإسلامي.
تصريحات خطيرة
في الآونة الأخيرة، أدلى بوعلام صنصال بتصريحات خطيرة خلال برنامج على يوتيوب، والتي قد تكون السبب وراء توقيفه. حيث تحدث عن العلاقات الاستعمارية بين فرنسا والمغرب، مدعياً أن فرنسا لم تتمكن من احتلال المغرب بسبب حجمه، بينما تمكنت من احتلال الجزائر، التي وصفها بأنها جزء من المغرب خلال فترة الاستعمار.
البراعم الحمراء مترجم الحلقة 28
تعتبر هذه التصريحات بمثابة "خط أحمر" بالنسبة للسلطات الجزائرية، وقد تعرضه للمحاكمة نتيجة لذلك.
من هو بوعلام صنصال؟
ولد بوعلام صنصال في عام 1949 في منطقة ثنية الأحد بتسمسيلت، ويعيش حالياً في بومرداس. قبل أن يصبح روائياً، عمل كمدرس ومستشار ومقاول، بالإضافة إلى كونه موظفاً سامياً في وزارة الصناعة. حصل على شهادته في الهندسة من المدرسة الوطنية المتعددة التقنيات بالجزائر، وكذلك من المدرسة العليا للاتصالات في باريس، كما أنه يمتلك دكتوراه في الاقتصاد.
بدأ صنصال الكتابة في عام 1997، ومنذ ذلك الحين نشر العديد من الروايات البارزة مثل "وعد البرابرة" و"طفل الشجرة الفارغة المجنون" و"قل لي الجنة" و"حراقة" و"قرية الألماني" و"شارع داروين". تعالج رواياته مواضيع معقدة تتعلق بالتطرف الإسلامي، العشرية السوداء، ونظام الحكم في الجزائر.
تعرض صنصال للطرد من وزارة الصناعة في عام 2003، كما تم إدراجه في كتاب "زناة التاريخ" للروائي الجزائري رشيد بوجدرة، الذي يتحدث عن الكتاب الذين تخلوا عن تضحيات الشعب الجزائري. الجدير بالذكر أن صنصال حصل على الجنسية الفرنسية منذ عدة أشهر وكان يخطط للإقامة الدائمة في فرنسا.