إذا كانت ناقصة عقل و دين، فذلك لا يعني إحتقارها، أو إذلالها، و إنما بين رسول الله صلى الله عليه و سلم هذه الخاصية في الزوجة، حتى يفهم الزوج كيف يتعامل مع زوجته و يعينها، و يعوضها ما فاتها من خير.
و في الحديث التالي بيان المراد من نقص عقل المرأة و دينها، روى عبد الله بن عمر رضي الله عنهما قال: قال صلى الله عليه و سلم : يا معشر النساء تصدقن و أكثرن من الإستغفار، فإني رأيتكن أكثر أهل النار فقالت: إمرأة منهن جزلة: و ما لنا يا رسول الله أكثر أهل النار؟ قال: تكثرن اللعن و تكفرن العشير، و ما رأيت من ناقصات عقل و دين أغلب لذي لب منكن، قالت يا رسول الله: و ما نقصان العقل و الدين؟ قال: أما نقصان العقل فشهادة إمرأتين تعدل شهادة رجل، فهذا من نقصان العقل، و تمكث الليالي ما تصلي، و تفطر في رمضان فهذا من نقصان الدين.
و من هنا يكون لزاما على الزوج رعاية زوجته، و مساعدتها، و العطف عليها، و الصبر على تقصيرها في حقه و تجاوزاتها ما لم تنتهك حرمات الله. و مما جاء في معنى هذا الحديث: قال الإمام أبو عبد الله المازري رحمه الله: قوله صلى الله عليه و سلم: أما نقصان العقل، فشهادة إمرأتين تعدل شهادة رجل تنبيه منه صلى الله عليه و سلم على ما و راءه، إنهن قليلات الضبط، و أما و صفه صلى الله عليه و سلم النساء بنقصان الدين لتركهن الصلاة و الصوم في زمن الحيض، وإذا ثبت هذا علمنا أن من كثرة عباداته زاد إيمانه و دينه، و من نقصت عبادته نقص دينه.