تحليل السياسة الخارجية الجزائرية وتأثيراتها
تحليل السياسة الخارجية الجزائرية وتأثيراتها
سلّط تقرير حديث صادر عن المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية (IISS) الضوء على ما يُعرف بـ "النهج المثالي" الذي تتبعه الجزائر في سياستها الخارجية. هذا التقرير، الذي نشر في مارس 2025، يقدم رؤية شاملة عن كيفية تعامل الجزائر مع القضايا الدولية.
يوم آخر الحلقة 11
التزام الجزائر بالمبادئ التقليدية
يشير التقرير إلى أن الجزائر تتمتع بالتزام صارم بالمبادئ التقليدية مثل احترام سيادة الدول ورفض الدبلوماسية المبنية على تبادل المصالح. هذا الالتزام يعزز مكانة الجزائر في المحافل الدولية، ولكنه في نفس الوقت يحد من قدرتها على بناء علاقات ثنائية مستقرة مع العديد من الدول.
نفوذ الجزائر على المستوى متعدد الأطراف
نجحت الجزائر خلال السنوات الأخيرة في تعزيز نفوذها على المستوى الدولي، حيث تم انتخاب دبلوماسي جزائري كنائب لرئيس مفوضية الاتحاد الإفريقي في فبراير الماضي. كما أن الجزائر تتمتع بحضور دبلوماسي قوي خلال عضويتها الحالية في مجلس الأمن الدولي.
التوترات في العلاقات الثنائية
رغم النجاحات على الصعيد الدولي، إلا أن التقرير يبرز التوترات المتزايدة التي تواجهها الجزائر على مستوى العلاقات الثنائية. فقد شهدت الجزائر قطع العلاقات مع المغرب، وتقليص التعاون مع إسبانيا، وتراجع نفوذها في مالي، بالإضافة إلى تدهور العلاقات مع فرنسا إلى أدنى مستوياتها في السنوات الأخيرة.
التباين بين الأداء الإيجابي والجمود
يظهر التقرير أن هناك تبايناً بين الأداء الإيجابي للجزائر في المحافل الدولية والجمود في علاقاتها الثنائية. هذا التباين يعكس المبادئ التي تعتمدها الجزائر في سياستها الخارجية، مثل احترام السيادة الوطنية ورفض الدبلوماسية التبادلية.
التحديات والمخاطر
على الرغم من أن النهج الذي تتبعه الجزائر يكسبها احتراماً في المنتديات متعددة الأطراف، إلا أنه يقيّد قدرتها على المناورة في العلاقات الثنائية. فالمكاسب التي قد تحققها من هذا النهج تكون محدودة، بينما المخاطر قد تكون غير محسوبة.
نبذة عن المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية
يُعد المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية، ومقره لندن، من أبرز مراكز الفكر العالمية المتخصصة في شؤون الأمن والسياسة الدولية. تأسس عام 1958 ويصدر تحليلات استراتيجية دورية تستهدف صانعي القرار والدبلوماسيين، ويشرف على تنظيم مؤتمرات بارزة مثل "حوار المنامة" و"قمة شانغريلا".