-

تصريحات مؤرخ جزائري تثير جدلاً واسعًا

(اخر تعديل 2025-05-03 15:57:26 )

جدل حول الهوية الجزائرية في تصريحات بلغيث

في الآونة الأخيرة، أثارت تصريحات المؤرخ الجزائري محمد الأمين بلغيث حالة من الجدل الواسع في الأوساط السياسية والثقافية في الجزائر، بعد أن أنكر البعد الأمازيغي للهوية الجزائرية. هذا الجدل يعكس التوترات الكامنة في المجتمع حول مسألة الهوية الثقافية.
ليلى الحلقة 32

أزمة الهوية الثقافية

لقد وصف بلغيث الأمازيغية بأنها "مشروع أيديولوجي صهيوني فرنسي"، وهو ما أثار موجة من الغضب بين المثقفين والنشطاء الأمازيغيين، إلى جانب قطاع عريض من الشعب الجزائري الذي يعتبر الأمازيغية جزءًا لا يتجزأ من هويته الوطنية. إن مثل هذه التصريحات لا تعكس فقط وجهات نظر فردية، بل تثير أيضًا تساؤلات عميقة حول كيفية فهم الجزائر لهويتها الثقافية المتنوعة.

التوقيت الحساس للتصريحات

جاءت تصريحات بلغيث في وقت حساس للغاية، حيث تم بثها عبر قناة "سكاي نيوز" الإماراتية، مما اعتبرته السلطات الجزائرية مساسًا بوحدة الأمة الجزائرية. في ظل الأوقات الصعبة التي يمر بها العالم، يبدو أن مثل هذه التصريحات تساهم في تفتيت الوحدة الوطنية.

تاريخ الأمازيغية في الجزائر

أشار العديد من الناشطين إلى أن وصف بلغيث للأمازيغية بأنه "مشروع أيديولوجي" يعد تحريفًا تاريخيًا خطيرًا وغير دقيق. فقد كانت الأمازيغية جزءًا من الثقافة الجزائرية منذ العصور القديمة، ولعبت دورًا أساسياً في مقاومة الاستعمار الفرنسي. إن ربطها بأجندات استعمارية أو صهيونية هو تشويه للحقائق التاريخية.

التحذيرات من الفتنة

عبر ناشطون جزائريون عن قلقهم من أن تصريحات المؤرخ قد تفتح باب الفتنة والتفرقة بين أبناء الوطن الواحد، معتبرين أنها تضرب في عمق الوحدة الوطنية التي تأسست على أسس التعدد والتنوع الثقافي واللغوي. ويشير المتابعون إلى أن مثل هذا الخطاب لا يخدم إلا أجندات معادية تستهدف استقرار الجزائر ولحمتها الشعبية، خصوصاً في ظل الظروف الإقليمية والدولية الدقيقة.

الخلاصة

في ختام الأمر، تبقى الهوية الجزائرية غنية بالتنوع، والأمازيغية جزء لا يتجزأ من هذا النسيج الثقافي. إن النقاش حول الهوية يجب أن يكون مثمرًا وبناءً، بعيدًا عن التحريفات والأيديولوجيات التي قد تؤدي إلى الانقسام والفتنة.