التعاون الجزائري التونسي في زمن التغيرات
التعاون الجزائري التونسي في زمن التغيرات
أعرب وزير الشؤون الخارجية والجالية الوطنية بالخارج، أحمد عطاف، عن أهمية التعاون بين الجزائر وتونس، مؤكدًا أنه قد تجاوز مجرد كونه ضرورة ليصبح حتميًا في ظل التغيرات الإقليمية والدولية السريعة، التي وصفها بأنها “مقلقة وغير مطمئنة”.
إذا خسر الملك الحلقة 5
زيارة تاريخية لتعزيز العلاقات
جاءت تصريحات عطاف عقب استقباله من قبل الرئيس التونسي قيس سعيد، حيث كان في زيارة بصفته مبعوثًا خاصًا من رئيس الجمهورية الجزائرية، عبد المجيد تبون. وقد أشار الوزير إلى أن هذه الزيارة تعكس الحرص المتبادل على تعزيز ثقافة التشاور والتنسيق المستمر بين البلدين الشقيقين، وهو ما يعكس عمق الروابط التاريخية بين الجزائر وتونس.
علاقات قائمة على الثقة والتضامن
أوضح وزير الخارجية أن العلاقات الجزائرية التونسية تستند إلى أساس قوي من الثقة والتضامن. وأكد أن التنسيق بين البلدين لم ينقطع يومًا، حيث يشتركان في مواقف موحدة تجاه العديد من القضايا الهامة، مثل القضية الفلسطينية والتطورات في المنطقة المغاربية والساحل.
قلق من الأوضاع في القارة الإفريقية
في سياق حديثه، عبر عطاف عن قلق الجزائر من تدهور الأوضاع في القارة الإفريقية، وخصوصًا في منطقة الساحل. وأشار إلى أن عدد بؤر النزاع والأزمات يشهد تصاعدًا مقلقًا، مما يجعل التنسيق الإقليمي ضرورة استراتيجية لا غنى عنها في ظل هذه الظروف الصعبة.
القضية الفلسطينية كأولوية
كما تناول عطاف القضية الفلسطينية، واصفًا إياها بأنها “التحدي الوجودي الأخطر” في تاريخها. وأعرب عن قلقه إزاء ما اعتبره “سباقًا غير مسبوق لتصفية القضية الفلسطينية بدلاً من البحث عن حلول عادلة، رغم وضوح قرارات الشرعية الدولية منذ عقود.”
النظام الدولي في تراجع
على الصعيد العالمي، اعتبر عطاف أن النظام الدولي الحالي يعاني من حالة “تراجع مقلق”، سواء من حيث احترام القوانين أو من خلال إضعاف دور المؤسسات الدولية مثل الأمم المتحدة، في ظل تصاعد “منطق القوة” وتراجع “منطق التعاون وتعددية الأطراف”.
ختام زيارة مثمرة
في ختام زيارته، أكد وزير الخارجية على مستوى العلاقات بين الجزائر وتونس، واصفًا إياها بأنها “تعيش أزهى فتراتها” بفضل الإرادة السياسية لقائدي البلدين. كما عبر عن امتنانه لحفاوة الاستقبال وكرم الضيافة الذي حظي به من الجانب التونسي، مما يعكس الروابط الأخوية بين الشعبين.