-

رياضيون جزائريون في مأزق مشرّف.. انسحبوا رفضا

(اخر تعديل 2024-09-09 15:34:55 )

ليس غريب عن الجزائر أن تتمسّك بحزم وإصرارا بمواقفها الثابتة المشرّفة تجاه القضية الفلسطينية، رغم تغيّر المسارات الجيوستراتيجية الدولية، فإنّ رفضها القاطع للاعتراف بـ “إسرائيل” ليس وليد اللحظة.

وتحرص الجزائر على ترسيخ هذه المبادئ من جيل إلى جيل لكونها تتعلّق بقضية إنسانية عقائدية وعربية، كما تمنع منعا باتا التعامل مع أي طرف “إسرائيلي” في أي مجال كان من أعلى المستويات إلى أدناها.

ولعلّ أبرز مجال يُعرف بتخالط الأجناس والأعراق والهويات، هو مجال الرياضة الذي تُنظّم فيه منافسات عالمية يشارك فيها رياضيون من مختلف الجنسيات مثل الألعاب الأولمبية كالتي تجري فعالياتها حاليا في باريس.

وتجدر الإشارة، إلى أنّ مثل هذه المنافسات دائما ما تكون “إسرائيل” حاضرة فيها، بحكم أنّها معترف بها من طرف الهيئات الرياضية المسؤولة، والأدهى من ذلك أنّ القرعة هي من يحدّد مواجهة الخصوم.

وكما حدث مسبقا في طبعات سابقة، يقع اختيار القرعة مرارا على مواجهة “إسرائيلي” وجزائري، الأمر الذي يسبب عائقا بالنسبة للرياضيين الجزائريين الذين يقعون بين خيارين أحلاهما مرّ.

تاريخ الانسحابات

منذ سنوات التسعينات اعتاد الرياضيون الجزائريون على الانسحاب مباشرة من المواجهة التي يكون فيها الخصم “إسرائيلي”، ورغم أنّ الانسحاب يكلّف الرياضي عقوبة صارمة تؤثر على مساره الرياضي، غير أنّ الجزائريين يأبون التخلّي عن مبادئهم ويرفضون المتاجرة بها.

وبالحديث عن تاريخ الانسحابات، فقد كانت البداية مع بطل إفريقيا في الجودو مزيان دحماني سنة 1991، حين رفض المشاركة في بطولة العالم للجودو في برشلونة بعد أن أوقعته قرعة الدور الأول أمام منافس “إسرائيلي”، والذي اسنحب مجددا عام 1992 في دورة الألعاب الأوليمبية التي جرت في إسباني.

وفي عام 2003، رفض مصارع الجودو عمر رباحي مواجهة منافس من “إسرائيل” في بطولة العالم، وبعدها بسنوات وبحلول عام 2011 انسحبت المصارعة الجزائرية مريم بن موسى من بطولة العالم، في إيطاليا بعد أن أوقعتها القرعة مع إسرائيلية.

وفي بطولة العالم للتايكوندو للعام ذاته، رفض المصارع زكريا شنوف أيضا، منازلة منافسه “الإسرائيلي” آدم ساجير، وفضّل الخروج من الدور الأول للبطولة.

وخلال دورة الألعاب الأولمبية في البرازيل عام 2016، قرر المنتخب الوطني النسوي لكرة الجرس الانسحاب، بعدما أوقعته القرعة في مواجهة منتخب “إسرائيل”.

وبعد سنتين، انسحبت لاعبة الشطرنج الجزائرية صبرينة لطرش من البطولة العالمية للشطرنج في جورجيا لعام 2018، بعد أن اختارت لها القرعة منافسة “إسرائيلية”.

وفي عام 2019 رفض مصارع الجودو فتحي نورين، خلال الجولة الثالثة من بطولة العالم للجودو في اليابان، مواجهة خصمه “الإسرائيلي”، وقرر الانسحاب عام 2021 في منافسة في الجائزة الكبرى للجودو بتركيا، إلى جانب المصارع عبد الرحمن بن عمادي.