-

عودة الجزائر إلى قيادة الهيئة الإفريقية

(اخر تعديل 2025-02-17 09:57:20 )

عادت الجزائر بقوة إلى الساحة الإفريقية بعد انتخاب السفيرة سلمى مليكة حدادي لمنصب نائبة رئيس المفوضية الإفريقية، وذلك بعد فترة طويلة من الغياب عن مقاعد القيادة في هذه الهيئة الهامة. يمثل هذا الإنجاز خطوة بارزة في مسيرة الجزائر الدبلوماسية ويعزز من موقفها في القارة الإفريقية.

في سياق متصل، قد سبق للجزائر أن تقلدت رئاسة مجلس السلم والأمن التابع للاتحاد الإفريقي، والذي يعتبر من أبرز الأجهزة في الهيئات القارية. إن تبوء الجزائر لمناصب قيادية في هذه الهيئات يلعب دوراً مهماً في تعزيز مكانتها الدبلوماسية على المستوى الإفريقي والدولي.

ما مكاسب الجزائر؟

حظيت السفيرة سلمى حدادي بدعم كبير حيث فازت بمنصب نائبة رئيس المفوضية الإفريقية بعد أن حصلت على 33 صوتاً مقابل منافستها المغربية لطيفة أخرباش. وقد صرح أستاذ العلوم السياسية بجامعة غرداية، سمير حكيم، في اتصال مع منصة “أوراس”، بأن رهانات الجزائر في القارة الإفريقية كبيرة جداً، خاصة في ظل التنافس المحموم بين القوى الكبرى مثل الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا وروسيا والصين وتركيا.

كما أشار حكيم إلى وجود تقاطعات إقليمية ودولية معقدة في القارة الإفريقية، موضحاً أن الجزائر تسعى لتحقيق الأمن كأولوية أولى وتعزيز التنمية كأولوية ثانية، مع التركيز على قيم التعاون والتنسيق بين الدول الإفريقية، وهو ما يعرف بـ"التعاون الإفريقي-الإفريقي".

من خلال هذا المنظور، تسعى الجزائر إلى تحقيق مكاسب استراتيجية وسياسية، بما في ذلك الدفاع عن القضية الصحراوية وتعزيز التنمية في القارة. كما أكد حكيم على أن استفادة الجزائر من هذا المنصب ستكون كبيرة، خاصة في ظل وجودها في مجلس الأمن الدولي.

عودة للعمق الإفريقي

أبدى الوفد الجزائري، الذي شارك في القمة الـ38 للاتحاد الإفريقي، والذي كان يترأسه وزير الخارجية أحمد عطاف، سعادة كبيرة بفوز الجزائر بمنصب نائب الرئيس. وقد اعتبر المحلل السياسي هذا الانتصار بمثابة تقدير وتعزيز للحقيبة الدبلوماسية الجزائرية.

وأضاف أن هذا المنصب يعزز من أواصر التعاون بين الجزائر والدول الإفريقية الأخرى. وأشار حكيم إلى أن هذا الانتصار يساهم في تعزيز موقع الجزائر في العمق الإفريقي، مما يتيح لها التصدي لبعض المصالح التي قد تعرقل التنمية الاقتصادية في القارة.

والأهم من ذلك، هو أنه يتيح لها الفرصة للدفاع عن قضايا التحرر، خاصة قضية الصحراء الغربية، التي تُعتبر آخر مستعمرة في القارة الإفريقية. وذكر حكيم أن الجزائر قد عززت من مكانتها في القارة خلال منتدى وهران الذي انعقد في عام 2022، بالإضافة إلى الدورة الـ31 لمجلس الأمن والسلم الإفريقي في نفس العام، مما ساعدها في تقوية علاقاتها مع العديد من القوى الكبرى مثل إثيوبيا ومصر ونيجيريا.

في الختام، يمكن القول إن الجزائر قد غيرت من استراتيجيتها الدبلوماسية تجاه القارة الإفريقية، حيث كانت سابقاً تلعب مع جميع الدول على مسافة واحدة، لكنها الآن تعزز علاقاتها مع القوى الكبرى من أجل التأثير على الدول الثانوية في اتخاذ قرارات مصيرية.


عائلة شاكر باشا الحلقة 8