-

التحول الطاقي في الجزائر نحو الطاقة الشمسية

(اخر تعديل 2024-11-08 12:57:26 )

تسعى الجزائر، بفضل ما تمتلكه من موارد طبيعية وفيرة، إلى تحقيق تحول نوعي في قطاع الطاقة من خلال الاعتماد على الطاقة الشمسية كمصدر رئيسي للكهرباء في المستقبل القريب. يشكل هذا التحول جزءًا من رؤية أوسع تهدف إلى تقليل الاعتماد على الوقود الأحفوري وتعزيز الاستدامة في البلاد.

وفقًا لتقرير نشره موقع بي في ماغازين المتخصص في الوسائط الشمسية، فإن الجزائر تمتلك إمكانيات كبيرة لإنتاج الطاقة الشمسية. حيث يتراوح متوسط ساعات أشعة الشمس سنويًا حول 3000 ساعة، مع تفاوت الإشعاع الشمسي بين شمال وجنوب البلاد، حيث تصل في بعض المناطق الجنوبية إلى 2263 كيلوواط/ساعة لكل متر مربع.

رغم هذه الإمكانيات الهائلة، لا تزال الجزائر تعتمد بشكل شبه كامل على الغاز الطبيعي لتوليد الكهرباء، إذ يشكل الغاز المحلي نحو 99% من استهلاك الطاقة. لكن هذا الواقع بدأ بالتغيير، حيث تُخطط الجزائر لتنفيذ مشروعات طاقة شمسية ضخمة خلال السنوات القادمة. فقد أطلقت شركة سونلغاز الوطنية للكهرباء والغاز مناقصتين في عام 2023 بقدرة إجمالية تبلغ 3 جيجاوات.

تأتي هذه الجهود ضمن إطار الحكومة الجزائرية لتنويع مصادر الطاقة والحفاظ على القدرة التصديرية للغاز الطبيعي، وهو ما يعكس التزام الرئيس عبد المجيد تبون بتحقيق تحول طاقوي مستدام.

التوجه نحو الطاقة المتجددة

تحقيقًا لأهدافها، طرحت الجزائر عددًا من المناقصات للشركات المحلية والدولية. وقد حصلت شركة أميمر للطاقة الجزائرية على مشروع بطاقة 150 ميجاوات، بينما حصلت شركات تركية وصينية على عقود لمشروعات أخرى، بتكلفة استثمارية تصل إلى 1.8 مليار يورو.

تأتي هذه الخطوات بالتزامن مع تعديل بعض القوانين، مثل إلغاء قاعدة 51/49 التي كانت تحد من مشاركة المستثمرين الأجانب، وذلك لتشجيع استثمارات أكبر في قطاع الطاقة المتجددة. كما تهدف الجزائر إلى تطوير قطاع صناعي محلي في مجال الطاقة الشمسية، مما سيوفر نحو 12 ألف فرصة عمل.
حبيبتي من تكون 2 الحلقة 322

وقد وضعت الحكومة بندًا يشجع على استخدام المنتجات المحلية في المشاريع الشمسية، حيث ستقوم شركات مثل زرغون وأوزغون بتزويد المشروعات بالألواح الشمسية المصنعة محليًا.

طموحات دولية في الطاقة الخضراء

إلى جانب الطاقة الشمسية، تطمح الجزائر لأن تكون لاعبًا رئيسيًا في السوق العالمية للطاقة الخضراء عبر إنتاج الهيدروجين الأزرق والأخضر. تهدف البلاد إلى تصدير ما بين 30 و40 تيراواط/ساعة سنويًا، مما قد يحقق إيرادات تصل إلى 10 مليارات دولار سنويًا.

يعكس هذا التوجه الطموح مساعي الجزائر لتصبح مركزًا إقليميًا للطاقة النظيفة، مما يضعها في مقدمة الدول الساعية للتحول نحو الطاقة المستدامة على المستوى الدولي.

تحديات وطموحات على الطريق

ورغم هذه الطموحات، واجهت الجزائر تحديات في تنفيذ مشروعات الطاقة المتجددة في الماضي، بما في ذلك مشاريع لم تُنفّذ ومناقصات لم تُستكمل. ولكن مع التوجه الحالي، يهدف المسؤولون في البلاد إلى زيادة قدرة توليد الكهرباء من الطاقة الشمسية إلى 4 جيجاوات بحلول عام 2025، ثم الوصول إلى 15 جيجاوات بحلول عام 2035.

بهذه الخطوات، تتجه الجزائر نحو مستقبل طاقوي مشرق ومستدام، مما يعزز من دورها الريادي في المنطقة ويضعها على طريق تحقيق التوازن بين الاستدامة الاقتصادية وحماية البيئة.