-

قرار الجزائر بوقف تحويل المرضى إلى فرنسا

(اخر تعديل 2025-02-03 15:19:35 )

الجزائر توقف تحويل المرضى للعلاج في فرنسا

أعلن الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون بشكل رسمي توقف إرسال المرضى الجزائريين للعلاج في المستشفيات الفرنسية. جاء هذا القرار كخطوة استراتيجية تهدف إلى تعزيز السيادة الصحية للبلاد وتقليل التوترات المالية والسياسية التي أثارتها عمليات التحويل الطبي إلى فرنسا على مدار السنوات الماضية.

تحول في مسار العلاج: إنهاء التحويلات الطبية إلى فرنسا

على مدى عقود طويلة، اعتمدت الجزائر بشكل كبير على المستشفيات الفرنسية لعلاج الحالات المرضية المستعصية التي لم يكن بالإمكان علاجها في الداخل. وشملت هذه التحويلات الطبية العديد من كبار المسؤولين الحكوميين والعسكريين، بالإضافة إلى بعض المواطنين الذين يحتاجون إلى رعاية طبية متخصصة.

لكن مع تزايد الخلافات المالية حول تكلفة هذه العمليات، أصبحت هذه التحويلات موضوع جدل واسع. فقد أثيرت تقارير تشير إلى وجود تراكم في الديون الجزائرية المستحقة لصالح المستشفيات الفرنسية.

وفي تعليق على هذه المزاعم، أكد الرئيس تبون التزام الجزائر بدفع مستحقاتها، ولكنه أشار إلى أن بعض الفواتير كانت غير مبررة أو مشكوك في صحتها.
المدينة البعيدة مترجم الحلقة 12

خلافات حول تكاليف الرعاية الطبية في فرنسا

تفاقمت الأزمة حين ادعت تقارير إعلامية فرنسية أن الجزائر مدينة بمبلغ 45 مليون يورو للمستشفيات الفرنسية، وهو ما نفته السلطات الجزائرية. وفي وقت لاحق، أكد وزير الصحة الفرنسي أن المبلغ الفعلي لا يتجاوز 2.5 مليون يورو، مشيراً إلى أن الجزائر كانت دائماً ملتزمة بتسديد ديونها.

رغم ذلك، أثارت هذه القضية نقاشات واسعة في فرنسا حول تكاليف علاج المرضى الأجانب. ومع تزايد الضغوط، قررت الجزائر إنهاء تحويل المرضى إلى فرنسا والبحث عن شركاء صحيين جدد لتلبية احتياجات مواطنيها.

وجهات علاجية جديدة واستثمارات في النظام الصحي

في إطار سعيها لتعويض التوقف عن إرسال المرضى إلى فرنسا، تتطلع الجزائر إلى تعزيز علاقاتها الطبية مع دول مثل بلجيكا وإيطاليا وتركيا. وفي الوقت نفسه، تعمل الحكومة على تطوير النظام الصحي الوطني، حيث يتم تخصيص استثمارات كبيرة لتحديث المستشفيات، وتدريب الأطباء المتخصصين، وتجهيز المرافق بأحدث التقنيات.

أكدت السلطات الجزائرية أن هذا التحول يهدف إلى تنويع الشراكات الطبية وتقليل الاعتماد على الخارج، بالإضافة إلى تحسين جودة الخدمات الصحية المحلية لتلبية احتياجات المواطنين بشكل أفضل.

قرار يعكس توترات دبلوماسية واقتصادية

يأتي هذا القرار في سياق توتر دبلوماسي بين الجزائر وفرنسا في السنوات الأخيرة، حيث شهدت العلاقات بين البلدين أزمات متعددة، منها الخلافات حول الذاكرة الاستعمارية، وتقييد منح التأشيرات، ودعم باريس لموقف المغرب في قضية الصحراء الغربية.

يمثل قرار وقف تحويل المرضى إلى فرنسا خطوة جديدة نحو تعزيز السيادة الجزائرية وتقليل الاعتماد على فرنسا، التي كانت تعد شريكاً تقليدياً في العديد من المجالات. كما يعكس القرار استجابة الحكومة الجزائرية لمطالب الرأي العام، الذي لطالما انتقد ظاهرة علاج المسؤولين في الخارج في الوقت الذي يعاني فيه النظام الصحي المحلي من تحديات كبيرة.