-

انتقادات الجزائر لفرنسا: تناقضات حقوق الإنسان

(اخر تعديل 2024-11-22 22:00:37 )

في موقف جريء، انتقدت وكالة الأنباء الجزائرية الأفعال المستمرة لفرنسا تجاه الجزائر، مشيرة إلى التناقضات الصارخة في حديثها عن حقوق الإنسان. ففي حين تتهم الجزائر بتقييد حرية التعبير، تتجاهل فرنسا بنفسها ممارساتها التي تسير عكس مسار الدفاع عن هذه الحقوق الأساسية.

وأوضحت الوكالة أن فرنسا، التي وصفتها بـ"المكرونية-الصهيونية"، تعاني من هوس العداء تجاه الجزائر. فهي مشغولة بتوجيه الاتهامات، بينما هي نفسها تتجاهل حقوق الإنسان في داخل حدودها.

كما أضافت الوكالة أن فرنسا احتجزت مؤسس تطبيق تلغرام، بافيل دوروف، بسبب عدم تعاونه مع السلطات الأمنية الفرنسية، مما يعكس تناقضاً إضافياً في موقفها من حقوق الأفراد.

لوبي حاقد يستهدف الجزائر

سلّطت وكالة الأنباء الجزائرية الضوء على الحملة العدائية التي تتعرض لها الجزائر من قبل فرنسا، والتي تصاعدت بشكل ملحوظ بعد اعتقال "المثقف الزائف"، كما أسمته، بوعلام صنصال.

وتقود هذه الحملة شخصيات سياسية فرنسية وصهيونية بارزة من اليمين المتطرف، مثل إريك زمور ومحمد سيفاوي ومارين لوبان. هؤلاء يحملون حقداً عميقاً تجاه الجزائر، مما يثير الفضول حول الدوافع الحقيقية وراء هذا العداء.

ومن بين الشخصيات التي تم ذكرها أيضاً جاك لانغ ونيكولا دوبون إنيان، بالإضافة إلى طاهر بن جلون، الذي يُعتبر صديقاً لصنصال، والذي يُقال إنه يستعيد صحته بعد تقبيل يد الملك محمد السادس.

توضح الوكالة أن هذا "اللوبي الحاقد" قد عانى من انتكاسات مؤلمة، مثل القبض على كمال داوود، الذي استغل معاناة ضحية من ضحايا الإرهاب في الجزائر ليحقق جائزة "غونكور".

أيضًا، تم الإشارة إلى بنيامين نتنياهو، الذي صدر ضده أمر قبض دولي من المحكمة الجنائية الدولية، مما يزيد من حدة التوترات بين هذه الشخصيات والجزائر.

كما أكدت الوكالة أن المؤلف واسيني الأعرج اتهم صنصال بسرقة عنوان روايته "2084 نهاية العالم"، مما يعكس التوترات الإبداعية بين هؤلاء الكتاب.

فرنسا المتناقضة

عندما يتعلق الأمر بحقوق الإنسان التي تدعي فرنسا الدفاع عنها، تساءلت وكالة الأنباء الجزائرية عما إذا كانت فرنسا تمتلك الجرأة اللازمة لتوقيف نتنياهو إذا وطأت قدماه مطار شارل ديغول في باريس، خاصةً وأن مذكرة توقيف دولية صدرت في حقه.

وأكدت الوكالة أنه إذا كانت فرنسا تستنكر اعتقال صنصال في الجزائر، وتدعي أنها تدافع عن حقوق الإنسان، فإن التزامها بالقانون الدولي في حالة نتنياهو سيكون خطوة إيجابية نحو تحقيق العدالة.
صلاح الدين الأيوبي الحلقة 31

وأشارت الوكالة إلى أن تناقضات ماكرون ليست جديدة، حيث يتحدث عن "جرائم ضد الإنسانية" وقضايا تاريخية مؤلمة في الجزائر، بينما يدافع في الوقت نفسه عن شخصيات تنكر وجود الأمة الجزائرية وتاريخها.

وترى الوكالة أنه كان من الأنسب لفرنسا أن تدين صنصال الذي حاول إنكار وجود الجزائر، خصوصاً أنها تشرع قوانين تجرم الإنكار، مثل قانون "غايسو" الذي يجرم إنكار الجرائم المرتكبة ضد الإنسانية.

للتذكير، فإن قانون "غايسو" هو قانون فرنسي تم تبنيه في عام 1990 يهدف إلى مكافحة إنكار الجرائم التي ارتكبها النظام النازي خلال الحرب العالمية الثانية، وخاصة المحرقة اليهودية.