-

تحديات الجزائر في مواجهة المخدرات

(اخر تعديل 2025-04-17 13:38:21 )

تعيش الجزائر اليوم في خضم مجموعة من التحديات الأمنية التي تزداد تعقيدًا، حيث تواجه البلاد "حربًا غير معلنة" تهدد شبابها من خلال تهريب وترويج المخدرات عبر حدودها الغربية والجنوبية. جاء هذا التحذير من محافظ الشرطة، زين الدين أرعون، الذي أكد أن هذه الظاهرة تمثل تهديدًا جديًا للقيم الاجتماعية ولثروة البلاد البشرية، وهي الأمل في مستقبل مشرق.

أرقام صادمة

خلال العام 2024، عالجت السلطات أكثر من 130 ألف قضية تتعلق بالمخدرات، حيث تم القبض على 142926 شخصًا متورطًا في هذه الجرائم. ومن خلال هذه العمليات، تم حجز ما يزيد عن 5 أطنان و697 كيلوجرامًا من الكيف المعالج، بالإضافة إلى 3 قناطير وقرابة 78 كيلوجرامًا من الكوكايين.

كما تم ضبط أكثر من 1426 كيلوجرامًا من الهيروين و14 مليون و52 ألف قرص من المؤثرات العقلية، وهي أرقام تشير إلى تضاعف المحجوزات مقارنة بعام 2023، مما يدل على تصاعد انتشار هذه الظاهرة بشكل مقلق.

استراتيجية أمنية لمكافحة الظاهرة

وفقًا لما ذكره أرعون، فإن المقاربة الأمنية التي تتبعها مصالح الأمن الوطني تتماشى مع الاستراتيجية الوطنية الشاملة لمكافحة المخدرات. هذه الاستراتيجية تعتمد على محورين رئيسيين: الأول هو مكافحة شبكات الاتجار غير المشروع للمخدرات، بدءًا من الحدود ووصولًا إلى الأحياء السكنية، والثاني هو الوقاية والتحسيس حول مخاطر هذه الآفة.

الوقاية والتحسيس ضرورة

دعا محافظ الشرطة إلى أهمية تعزيز الوعي المجتمعي لمواجهة هذه الآفة، ابتداءً من الأسرة مرورًا بالمدرسة وصولًا إلى المجتمع ككل. وشدد أرعون على ضرورة "مكافحة الفراغ الروحي والفكري" الذي يدفع بعض الشباب نحو تعاطي المخدرات، من خلال تعزيز القيم الدينية لدى الأطفال والشباب.

وفي هذا السياق، أكد أرعون أن الأدوار التربوية للأسرة والمربين لا تقل أهمية عن الأدوار الأمنية. كما أشار إلى وجود تنسيق عملي متكامل بين مختلف الأجهزة الأمنية، بدءًا من وحدات الجيش الوطني الشعبي كخط الدفاع الأول على الحدود، وصولًا إلى مصالح الأمن الوطني والدرك الوطني، لمكافحة هذه الظاهرة.
العبقري مترجم الحلقة 27