-

الجزائر تستنكر صمت مجلس الأمن تجاه غزة

(اخر تعديل 2025-03-19 09:19:33 )

في موقف قوي ومؤثر، أعربت الجزائر من نيويورك عن استنكارها الشديد لصمت مجلس الأمن الدولي تجاه المجازر التي ترتكب في غزة، وذلك بعد أن استأنف الاحتلال الإسرائيلي عدوانه الواسع في فجر يوم الثلاثاء. هذه الاعتداءات ليست مجرد هجمات عابرة، بل تشكل انتهاكًا صارخًا لحقوق الإنسان، وخرقًا واضحًا لاتفاق وقف إطلاق النار.

خلال اجتماع لمجلس الأمن حول القضية الفلسطينية، شدد الممثل الدائم للجزائر لدى الأمم المتحدة، عمار بن جامع، على أن هذه الهجمات تمثل موجة جديدة من العقاب الجماعي الذي يتعرض له سكان غزة. كما ذكر أن القرار 2735 يضمن استمرار التهدئة طالما أن المفاوضات جارية، مما يستدعي من المجتمع الدولي اتخاذ موقف حازم تجاه هذه الأعمال العدائية.
رايسينغاني الحلقة 54

وقد أفادت مصادر طبية بسقوط أكثر من 400 شهيد، غالبية هؤلاء من الأطفال والنساء، نتيجة القصف العنيف الذي استهدف القطاع. هنا، أكد بن جامع على أهمية دور الوسطاء، داعيًا كل من الولايات المتحدة ومصر وقطر لضمان احترام وقف إطلاق النار، مشيرًا إلى أن الاحتلال يستغل الدم الفلسطيني لتحقيق حسابات سياسية خاصة، وهو الأمر الذي يجب أن يعاقب عليه مرتكبو هذه الجرائم.

استهداف ممنهج للمدنيين

في سياق حديثه، اعتبر بن جامع أن ما يحدث في غزة هو جريمة حرب واضحة تستدعي محاسبة مرتكبيها، داعيًا المجتمع الدولي إلى عدم تجاهل واقع الاحتلال الذي يمارس القمع والتجويع. وأضاف أن الشعب الجزائري، الذي عانى من الاحتلال لأكثر من 130 عامًا، يدرك تمامًا وحشية هذه الممارسات.

لقد وصلت الأمور إلى مرحلة لا يمكن السكوت عنها، فالفصل الأكثر بشاعة في التاريخ الحديث لا يزال قائمًا، مما يستوجب على المجتمع الدولي وضع حد له حيثما وجد.

استهداف المساعدات الإنسانية وتعطيل الإغاثة

أشار بن جامع إلى أن الاحتلال يواصل منع دخول المساعدات الإنسانية إلى غزة منذ أكثر من أسبوعين، مما يعكس محاولة ممنهجة لكسر صمود الفلسطينيين. فقد فقد سكان غزة 80% من مصادر قوتهم، بينما تُستخدم المياه كسلاح حرب من قبل الاحتلال. وندد بممارسات الاحتلال التي تستهدف منظومة الغذاء بالكامل، مما يجعل بقاء السكان في غاية الصعوبة.

وأكد المقرر الأممي، مايكل فخري، أن الاحتلال لا يكتفي بمنع المساعدات، بل يسعى إلى تفكيك البنية التحتية الغذائية في غزة. كما أشار إلى أن الاحتلال، بعد استهداف وكالة “الأونروا”، فرض قيودًا إضافية على المنظمات الإنسانية، مما يعرقل وصول الإغاثة إلى المحتاجين.

عاد بن جامع ليذكّر بأن محكمة العدل الدولية قد أمرت الاحتلال بضمان إيصال المساعدات الإنسانية دون عوائق، إلا أن الاحتلال لا يزال مستمرًا في انتهاك القانون الدولي، متجاهلًا قرارات مجلس الأمن.

في هذا السياق، أدانت الجزائر بشدة استئناف العدوان، مؤكدة رفضها القاطع لهذه الانتهاكات. وأوضح بيان وزارة الخارجية الجزائرية أن الاحتلال أنهى اتفاق وقف إطلاق النار عبر استهداف المدنيين بغارات جوية مكثفة، مما يمثل خرقًا فاضحًا لاتفاق التهدئة الذي تم التوصل إليه في يناير الماضي. كما أكدت الجزائر أن استئناف العدوان يعصف بجهود تخفيف المعاناة عن الفلسطينيين، ويعيد المنطقة إلى دوامة القتل والتجويع.

أعلن المكتب الإعلامي في غزة عن استشهاد أكثر من 322 شخصًا في ظرف خمس ساعات جراء الغارات المكثفة، حيث استأنف الاحتلال هجماته على القطاع خلال شهر رمضان، متجاهلًا كافة الدعوات الدولية للتهدئة. وفي ظل استمرار القصف العنيف على غزة، اقترحت الولايات المتحدة الإفراج عن عدد محدود من الرهائن مقابل تمديد وقف إطلاق النار لشهر إضافي.