-

الجزائر تنتقد التطبيق الانتقائي لمبادئ حقوق

(اخر تعديل 2024-09-09 15:34:55 )

أعربت الجزائر عن إحباطها من التطبيق الانتقائي لمبادئ حقوق الإنسان في المجلس والتغاضي عن المأساة المستمرة في فلسطين، حيث لا تزال أرواح عشرات الآلاف من الأبرياء تزهق في انتهاك صارخ للقانون الدولي الإنساني والقانون الدولي لحقوق الإنسان.

وجاء ذلك على لسان المندوب الدائم للجزائر لدى مكتب الأمم المتحدة والمنظمات الدولية بجنيف، رشيد بلادهان، في كلمته خلال الدورة 55 لمجلس حقوق الإنسان، بخصوص تعليل التصويت قبل التصويت على مشروع قرار مقدم من المجموعة الغربية حول حالة حقوق الانسان في إيران.

وجدد بلادهان، تعبير الجزائر عن انشغالها العميق إزاء المعايير المزدوجة في التوجهات داخل مجلس حقوق الانسان بخصوص إثارة حقوق الانسان في بعض الدول مقارنة بعدم اتخاذه إجراءات ذات مصداقية لوقف الإبادة الجماعية الجارية ضد الفلسطينيين، مشيرا إلى أن فشل المجلس في التصدي لهذه الفظائع يبعث برسالة مثيرة للقلق حول التزامه بالعدالة والحياد والمساواة.

وأكد الدبلوماسي الجزائري، أن التفاوت في الاستجابة داخل المجلس يثير مخاوف مشروعة بشأن صدق واتساق مواقف بعض هذه الدول في الدفاع عن حقوق الإنسان في ظل الانتهاكات واسعة النطاق التي يرتكبها الاحتلال الإسرائيلي ضد الفلسطينيين والمثبتة بتقارير ونداءات أممية.

ودعا بلادهان، إلى ضرورة معالجة قضايا حقوق الإنسان على المستوى العالمي من خلال نهج بناء وشامل وغير مسيس وغير انتقائي أو متحيز، وأن تعالج كذلك قضايا حقوق الإنسان بطريقة عادلة ومتساوية وموضوعية وذات مصداقية بخصوص حالة حقوق الانسان في جميع بقاع العالم، معربا عن شكر الجزائر لمجموعة الدول الرئيسية الراعية لمشروع القرار L6، على عقدها عدد من اجتماعات المشاورات غير الرسمية حوله.

وجدد المندوب الدائم لدى مكتب الأمم المتحدة والمنظمات الدولية بجنيف، تحفظ الجزائر عن اللوائح الخاصة بالدول، والتي لا تحظى بموافقة الدولة المعنية على غرار هذه اللائحة، حيث أن تبنيها ضمن وجهة نظر أحادية قد يساهم في إدامة المواجهات بدلا من تعزيز الحوار والتعاون الحقيقيين.

كما أعرب رئيس البعثة الجزائرية، عن قلقها إزاء طغيان المصالح الجيوسياسية في كثير من الأحيان على المخاوف المتعلقة بحقوق الإنسان، مما يسلط الضوء على الطبيعة الانتقائية لاستجابة بعض الدول لانتهاكات الحقوق الإنسانية في العالم، وابتعادها عن موقف أكثر ثباتا والتزاما بالمبادئ يدعم المعايير العالمية دون تحيز أو اعتبارات جيوسياسية.

وفي الختام، قال بلادهان، “بينما نرفض تسييس هذا المجلس واستغلال حقوق الإنسان لأغراض سياسية، فإننا نؤكد من جديد التزامنا الثابت بتعزيز وحماية حقوق الإنسان وأن الجزائر على استعداد للمساهمة بشكل بناء في الجهود الرامية الى النهوض بحقوق الانسان على الصعيد العالمي”، واستنادا لما ذكر، فان وفد الجزائر “سيصوت ضد مشروع هذا القرار”.