في خطوة تعكس التوجه الاستراتيجي للجزائر نحو تعزيز الإنتاج الزراعي، أعلن المتعاملون الأوروبيون يوم الأربعاء أن الديوان الوطني لتغذية الأنعام وتربية الدواجن (ONAB) قد أطلق مناقصة دولية تهدف إلى شراء ما يصل إلى 80 ألف طن من الذرة العلفية المخصصة للحيوانات.
تسعى الجزائر للحصول على هذه الكمية من الذرة فقط من مناشئ الأرجنتين أو البرازيل. وقد حُدد موعد تقديم العروض في هذه المناقصة ليكون في يوم الأربعاء 18 سبتمبر، مما يضفي طابعاً من urgency على العملية.
من المقرر أن تتم شحنات الذرة بحلول 20 أكتوبر كحد أقصى، حيث ستتم عملية الشحن على دفعتين، تتراوح كل منهما بين 30 ألف و40 ألف طن. هذا الجدول الزمني يشير إلى أهمية سرعة التنفيذ وتلبية الطلب المتزايد.
يعتقد التجار أن هذه المناقصة الجديدة تشير إلى أن مكتب ONAB لم يقم بأي عملية شراء كبيرة أو اكتفى بعملية شراء بسيطة في مناقصة سابقة لشراء 120 ألف طن من الذرة، والتي انتهت الأسبوع الماضي. هذا الوضع يعكس التحديات التي تواجهها الجزائر في سعيها لتلبية احتياجاتها من الأعلاف.
في حديثه يوم الثلاثاء، أكد الرئيس عبد المجيد تبون أن الجزائر تخطط لتحقيق “الاكتفاء الذاتي الكامل في إنتاج الذرة والشعير بحلول عام 2026، والاكتفاء في القمح الصلب” بحلول نهاية عام 2025. هذه التصريحات تعكس العزيمة الوطنية لتعزيز الأمن الغذائي.
وكشف تبون عن خطة استراتيجية لزيادة المساحات المزروعة بالمياه إلى مليون هكتار، وذلك بعد أن تم توسيع المساحات المزروعة في الجنوب الكبير إلى 500 ألف هكتار. هذه الخطط تشمل استثمارات ضخمة، مثل استثمار دولة قطر في 117 ألف هكتار، وإيطاليا في 36 ألف هكتار، بالإضافة إلى استثمارات وطنية بمقدار 120 ألف هكتار.
في وقت سابق، شدد تبون على أن الاكتفاء الذاتي أصبح قريب المنال، حيث تنتج البلاد 80% من احتياجاتها من القمح الصلب. يعتبر هذا الأمر جزءاً من التقاليد الجزائرية في الإنتاج والاستهلاك، ويعكس التحديات التي تواجه السوق العالمية بسبب قلة كميات القمح الصلب مقارنة بالقمح اللين.
فعل ماضي الحلقة 7
بإجمال، تعكس هذه التطورات الخطط الطموحة للجزائر نحو تحقيق الاكتفاء الذاتي وتعزيز الأمن الغذائي، مما يُظهر التزام الحكومة بدعم القطاع الزراعي وزيادة الإنتاج المحلي.