-

الجزائر والكوارث الطبيعية: التحديات والفرص

(اخر تعديل 2024-11-24 09:57:33 )

تحديات الجزائر أمام الكوارث الطبيعية

يواجه البلد الشمال أفريقي الجزائر، تحديات كبيرة تتعلق بالكوارث الطبيعية، ويعود ذلك إلى موقعه الجغرافي الاستراتيجي. حيث أكد الخبير في مجال الجيولوجيا، ربوح نوح، من مركز البحث في تهيئة الإقليم بولاية قسنطينة، أن الجزائر معرّضة بشكل كبير للزلازل.

الزلازل: المخاطر الجغرافية

أوضح ربوح نوح في تصريحاته للإذاعة الوطنية، أن المخاطر الكبرى تشمل الزلازل والفيضانات التي تهدد العديد من المناطق في البلاد. وقد أشارت الدراسات إلى أن الزلازل قد تحدث على طول خطوط الصدوع النشطة، مثل صدع جبل الهرية في قسنطينة وجبل تفرات بعين سمارة في شرق الجزائر.

استراتيجية استباقية لمواجهة المخاطر

دعا الخبير إلى أهمية وضع استراتيجية استباقية تستند إلى التنبؤ بالمخاطر، وتسييرها عبر إجراءات وقائية فعالة تعزز من قدرة البلاد على التعافي بعد الكوارث. وقد أكّد أن الجزائر شهدت عدة زلازل بارزة، مثل زلزال البويرة الذي بلغت قوته 5.6 وزلزال العاصمة عام 2014 بقوة 4.5، بالإضافة إلى زلازل أخرى في بجاية وميلة عام 2020.

فيضانات: الأبعاد الطبيعية والبشرية

أما بالنسبة للفيضانات، فقد أشار ربوح إلى أن هذه الظواهر الطبيعية تنجم عن عوامل متنوعة، سواء كانت طبيعية مثل الأمطار الغزيرة أو بشرية مثل تدهور المجاري المائية بسبب تراكم النفايات. وذكر الفيضانات التي حدثت في باب الوادي في عام 2001، وكذلك المناطق الأخرى مثل البيض والطّارف والأغواط.

تأثير تغيّر المناخ

أضاف ربوح أن تغيّر المناخ وسوء إدارة الموارد المائية يزيدان من حدة هذه الكوارث. محذراً من مخاطر البناء على المنحدرات أو قرب الأودية، مما قد يؤدي إلى تفاقم الأوضاع خلال الكوارث الطبيعية.

حرائق الغابات: تهديد بيئي مستمر

رغم تراجع حرائق الغابات في السنوات الأخيرة بفضل الجهود الوقائية، إلا أنها لا تزال تشكل تهديدًا بيئيًا كبيرًا. وقد أشار ربوح إلى ضرورة استخدام تقنيات حديثة، مثل الطائرات دون طيار، لتعزيز قدرة فرق الإطفاء على التعامل مع هذه الظواهر.
مجمع 75 الحلقة 200

أهمية البحث العلمي

كما أكد ربوح على أهمية تطوير البحث العلمي لمواجهة هذه المخاطر، مشيرًا إلى أن مركز البحث في تهيئة الإقليم يلعب دورًا رائدًا في دراسة وتحليل الكوارث، وتقديم حلول علمية لتقليل آثارها. ويعتمد المركز على منهجيات متقدمة مثل التحليل الهرمي والذكاء الاصطناعي لتحسين استراتيجيات الاستجابة وتحديد المناطق الأكثر عرضة للخطر.

دعوة للتعاون والتكيف

في ختام حديثه، دعا ربوح الفرق البحثية إلى تطوير حلول تقنية وعلمية تساهم في تقليل الأضرار الناجمة عن الكوارث الطبيعية. وأكد على ضرورة استخدام التكنولوجيا الحديثة لتحسين قدرة الجزائر على التكيّف مع هذه التهديدات المتزايدة.

الجدير بالذكر، أن خبراء المناخ خلال مؤتمر الأمم المتحدة الـ29 لأطراف الاتفاقية (كوب 29) في باكو، شددوا على أن تغيّر المناخ يهدد كافة الدول، وأن تخفيض الانبعاثات الكربونية يعد ضرورة ملحّة لتفادي كوارث بيئية عالمية.