الجزائر ولبنان: قصة دعم غير مشروط وفي أصعب
هل تريد ملخصا مني؟
أعرب وزير الخارجية والمغتربين اللبناني، عبد الله بو حبيب، عن تقديره العميق للمبادرة العاجلة التي أطلقها رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون، بتزويد لبنان بكميات الوقود “بشكل فوري”، وذلك خلال استقباله سفير الجزائر لدى لبنان، رشيد بلباقي.
وقرّرت الجزائر، أمس الأحد، تزويد لبنان بكميات من الفيول بشكل فوري لتشغيل محطات توليد الطاقة الكهربائية وإعادة التيار الكهربائي في البلاد.
وأعلنت، يوم السبت، مؤسسة كهرباء لبنان، عن انقطاع التيار الكهربائي عن جميع الأراضي اللبنانية بما فيها المرافق الأساسية وبينها المطار والمرفأ والسجون.
وأشاد الوزير بو حبيب بدور الجزائر الداعم للبنان، مؤكداً أن هذا القرار ليس مستغرباً من الجزائر التي لطالما وقفت إلى جانب لبنان وشعبه ودعمتهما في أصعب الظروف التي مرّت ولا تزال عليهما.
“الفيول المغشوش”
وكتب الإعلامي اللبناني سامي كليب أن كلُّ الأمور بين الجزائر الداعمة، ولُبنان المحتاج إلى دعمِها، كانت تسيرُ على نحوِها السلس، حتّى انفجرت قضيّةٌ غريبةٌ عجيبة، اسمها “النفط المغشوش وغير المطابق للمواصفات من شركة سوناطراك ” والذي وصل الى لُبنان عبر البحر.
وأضاف، تبيّن لاحقًا أنّ ثمّةَ من بدّل النفط الجزائريّ النظيف في عرض البحر بنفطٍ مغشوش، سارعت الجزائر إلى محاكمة الفاعلين، وعرضت التعويض، لكنّ القضية في لُبنان أخذت ابعادًا أعمق وضجّة مُفتعلة، ما دفع إلى الاعتقاد بأنّ ثمّةَ أسبابًا أخرى خلفَ كلّ ذلك، قد يكون الهدفُ منها، إبعادُ الجزائر عن لُبنان.
دعم غير مشروط
كما نقل الوزير تقدير الحكومة اللبنانية للجهود الجزائرية الكبيرة في دعم قضايا لبنان على الصعيد الدولي، لاسيما في مجلس الأمن حيث تشغل الجزائر حالياً مقعداً غير دائم، وأيضاً تأييدها لتمديد ولاية قوات الطوارئ الدولية (اليونيفيل) لمدة عام آخر.
إضافة إلى ذلك، شكر الوزير بو حبيب الجزائر على تقديمها أربعين منحة دراسية جامعية للبنان للعام الدراسي 2024-2025، وهو ما سيتم متابعته مع وزارة التربية والتعليم العالي اللبنانية.
من جانبه، أكد السفير بلباقي أن دعم الجزائر للبنان هو دعم كامل ومطلق، وأن قرار الرئيس تبون بتزويد لبنان بالوقود يأتي في إطار المساندة الطبيعية التي تقدمها الجزائر في هذه الظروف الاستثنائية، مشيراً إلى تأكيد الرئيس الجزائري على أن الجزائر لن تترك لبنان وحده.
تجدر الإشارة إلى أنه بناءً على طلب من الحكومة اللبنانية، كان أخر تمديد لمجلس الأمن الدولي لولاية قوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان (اليونيفيل) لسنة إضافية كان في 31 أوت 2002 وذلك بعد تبنيه القرار 2650 (2022).
وكان مجلس الأمن قد طلب بموجب القرار 2591 (2021) من اليونيفيل اتخاذ “تدابير مؤقتة وخاصة” لدعم القوات المسلحة اللبنانية في مجالات الغذاء والوقود والأدوية والدعم اللوجستي، وقد تم تمديد هذا الدعم لمدة ستة أشهر أخرى في القرار 2650.
لم يعرف لُبنان طيلةَ تاريخِه الحديث من شقيقته الجزائر، سوى كلّ خيرٍ ومساعدة، أكانَ ذلك في الأزمات والحروب والكوارث حيث كانت السلطات الجزائريّة تهبّ للنجدة والمساعدة، لا بل والقتال مع أهلِ الشرق ضدَّ العدو الاسرائيليّ، أو من خلال المِنح الطلاّبية والمساعدات في أكثرَ من مجال، وفق ما كتبه سامي كليب.
وأضاف الإعلامي اللبناني أن الجزائر لم تطلب مُقابلَ ذلك أيَّ شيء، ولم تتدخّل في السياسة الداخليّة اللُبنانيّة، ولم تنخرطْ في أيّ فِتَنٍ مذهبيّة أو طائفيّة، حتّى ولو أنّها في سياق قناعاتِها ومبادئ ثورتِها المجيدة، دعمت الحركةَ الوطنيّة والعمل الفدائيَّ الفلسطيني َّ لقتال العدو وليس للاحتراب الداخليّ.