-

بعد جدل رواية “هوارية”.. مساءلة وزير الاتصال

(اخر تعديل 2024-09-09 15:34:55 )

بعد الجدل الذي أثارته رواية “هوارية” المتوجة بالرتبة الأولى في النسخة السابعة من جائزة “آسيا جبار”، بين داعم لهذا العمل الروائي وآخر منتقد لما ورد فيه من “كلمات بذيئة” و”ألفاظا منحطة”، تدخل نواب برلمانيون في القضية.

وراسلت المجموعة البرلمانية لحركة مجتمع السلم “حمس”، وزير الاتصال، للمطالبة بإعادة النظر في منح جائزة آسيا جبار لسنة 2024.

وجاء في النص السؤال الذي بعثته رئيس كتلة “حمس” في المجلس الشعبي الوطني، بتاريخ 15 جويلية الجاري، “تفاجأنا بمنح جائزة “آسيا جبار في طبعتها السابعة هذه السنة، والتي ترعاها وتشرف عليها الوكالة الوطنية للاتصال والنشر والإشهار، تحت وصايتكم، للكاتبة إنعام بيوض عن روايتها “هوارية”.

وتأسفت الكتلة البرلمانية لـ”حمس” لما ورد في الرواية مفردات ومضمون “قبيح وبذيء” لا يراعي قيم وثوابت المجتمع الجزائري ولا العرف الاجتماعي في الإنتاج الثقافي. وتابعت: “نتساءل هل قرأت اللجنة التي منحت الجائزة الرواية حقا، وكيف سمح بطبعها أصلا؟”.

ودعت “حمس” وزير الاتصال إلى “التدخل العاجل وإعادة النظر في منح الجائزة لهذه الرواية، وفتح تحقيق في معايير وكيفية منح مثل هكذا جوائز”.

من جهتها، وجهت المجوعة البرلمانية لحركة البناء الوطني، طلب تدخل للوزير الأول، حول رواية “هوارية”.

وقال يونس حريز في نص السؤال: “الوزير الأول، يؤسفني أن أرفع إلى سيادتكم استياء وغضب ساكنة ولاية وهران خاصة، والجزائريين عامة، جراء “الإهانة الكبيرة” التي تضمنتها رواية لكاتبة لا يعرفها أحد رغم المنصب الكبير الذي تشغله كمديرة للأكاديمية العربية للترجمة التي مقرها الجزائر، والتي لم يستفد منها طلاب الجزائر رغم مرور أكثر من عقدين من توليها لهذا المنصب”.

واعتبر النائب عن ولاية وهران أن الروائية إنعام البيوض خرجت برواية “الخبث والوقاحة” وجعلت من الاسم التاريخي “هوارية”، “رمزا لخطاب الكراهية والكلمات النابية التي خدشت مشاعر الوهرانيين والجزائريين الشرفاء”.

ويرى النائب أن الكاتبة “لا تحمل ذرة احترام لأهلها وأبناء بلدها وأسقطت مكبوتاتها على مجتمع محافظ”.

وتساءل النائب البرلماني كيف حظيت هذه الرواية بالثقة من طرف دار نشر تحت أعين وزارة الثقافة.

وتابع: “وذلك في غياب تام للديوان الوطني لحقوق المؤلف والحقوق المجاورة، والمكتبة الوطنية ولجان القراءة، ومختلف المصالح المسؤولة في هذا الشأن”.

وتساءل: “من يستفيد من هكذا مواضيع لإثارة الكراهية بين مكونات المجتمع الجزائري في هذا الوقت الحساس الذي تمر به الجزائر، ألا يشعر هؤلاء بالمسؤولية تجاه المجتمع الجزائري الموحد والمحافظ على قيمه والملتف حول قياداته ومؤسساته؟”.

وطالب النائب، الوزير الأول بالتدخل الصارم للوقوف في وجه من وصفهم بـ”الفاشلين النكرات”، ضد كل مسؤول ثبتت مسؤوليته في هذا العمل “المشين”.

يشار إلى أن رواية “هوارية” لإنعام بيوض، تروي قصة قارئة كف من ولاية وهران غرب البلاد، مسلطة الضوء على بعض الطابوهات الاجتماعية.

وأثارت الرواية جدلا واسعا عبر منصات التواصل الاجتماعي، بين المدافعين عن “الأدب المحافظ” ممن رفضوا الكلمات النابية التي وظفتها إنعام البيوض، وبين المدافعين عن “حرية الفن والأدب” ممن يرون أن الكلمات الإباحية جاءت في سياق معين تفرضه أحداث الرواية.

من جهتها، أعلنت دار “ميم” التي نشرت الرواية إغلاق أبوابها مباشرة بعد الضجة التي أحدثتها “هوارية”.